لقد استقبل أكثر القراء -إن لم يكن كلهم- ما كتبته حول حاجة البلاد إلى "جمعية مواساة" لتقديم المساعدة لمنكوبي الحياة وحوادثها والتخفيف من وقعها على نفوسهم – أقول لقد استقبل القراء هذا الاقتراح بالترحيب والتشجيع وقد تجلى ذلك في المحادثات التي تحدث بها إلى كثير منهم وإعرابهم عن استعدادهم للمساهمة بأقصى حد ممكن في هذه الجمعية حتى أن بعضهم وهو شخصية كبيرة سأعلن عنها فيما بعد قال أنه سيشترك باشتراك ضخم لا يمكن أن أتصوره لو حققت هذه الفكرة وسألني كثير من التجار عن موعد الإعلان عن هذه الجمعية كي يسارعوا بالاشتراك فيها.
كما تلقيت من سعادة الشيخ عبد الحيي قزاز -أمد الله في حياته- رسالة تفيض شعوراً كريماً نحو هذا المشروع الإنساني وأعرب فيها عن استعداده للعمل لو وجد أشخاصا آخرين يساعدونه ويقترح أن يتبنى هذا المشروع الغرفتان التجاريتان بمكة وجدة لأنهما تضمان خيرة الرجال ثراء وجاها وأبدى أمله الكبير في إنسانية هؤلاء الرجال وحبهم للخير ويرجو متابعة الكتابة عن هذا المشروع حتى يتحقق.
إنه شعور كريم أسجله بالفخر لمن سميت ومن لم اسم وأعتقد أن هؤلاء هم صورة مصغرة لكافة أفراد الشعب ممن لم تتح ظروفهم للإعراب عن شعورهم.
والآن وقد استجاب الرأي العام لهذه الفكرة استجابة دلت على ما تنطوي عليه نفوس الشعب على مختلف طبقاته من حب للخير وسعي فيه، الآن وقد أعرب سعادة الشيخ عبد الحي قزاز بالمشاركة في هذا العمل لم يبق إلا أن يتصل به اثنان أو ثلاثة من رجالات البلد وأجمل من هذا أن يتصل سعادته بمن يختارهم هو لهذا الهمل ويتفقوا معه على تحقيق المشروع، أو تعلن الغرفتان التجاريتان أو إحداهما عن استعدادها لتبني هذا المشروع فتتجه الأنظار إليها ويسجل لها التاريخ هذه المفخرة الخالدة في تاريخها المديد إن شاء الله.
فهيا.. يا رجال الخير.. وعلى مثل هذا فليتنافس المتنافسون.. ولمثله فليعمل العاملون.