السبت, 20 أغسطس 2011 00:47

للصائمين فقط

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

قلت لمضيفي ونحن حول مائدة الإفطار وقد رصت عليها الأطباق وزينت حواشيها بكؤوس المرطبات المثلجة؛ واكتظت بألوان الطعام الحار والبارد؛ لقد ضاعت الحكمة من الصوم.. فالمفهوم أن من أغراض الصوم معالجة النفس والجسم؛ معالجة النفس بترويضها على الصبر على ما تكره، والكف عما تحب وقمعها عن شهواتها كي تتحرك على تحمل أحداث الحياة والصمود لها.

ومعالجة الجسم فقد أثبت الطب الحديث أن الصيام علاج لكثير من الأمراض ويفيد المصابين بارتفاع في الضغط الشرياني، والمصابين بالبدانة والنقرس ولست الآن بصدد تعداد الفوائد الصحية التي يجنيها الجسم من الصوم.

فأين نحن – وهذه حالنا – من حكمة الصوم ومراميه؟! لقد انعكست الآية، وأصبح شهر الصوم موسماً للأكل والتفنن في أنواعه وأصبحنا نجمع ما كنا نأكله في وجبتين أو ثلاث فنزد رده في وجبة واحدة، لقد كانوا يسمون رمضان شعر العافية، فأين نحن من العافية؟ وأين العافية منا؟ والحال هكذا؟

قال مضيفي: دعك – بالله – من الفلسفة، وأنهل من هذا اللبن المثلج لتطفي حرارة العطش ثم اعكف على طبق الكنافة لترد غائلة الجوع، ثم تنقل بين هذه الأطباق – حلوها ومالحها حارها وباردها – ولا تدع طبقا دون أن يكون لك منه نصيب الأسد، فإننا في رمضان، شهر الخير والبركة.

قلت: على رسلك يا رفيقي فليس فيما أقول فلسفة ولا يمت إلى الفلسفة بصلة ولكنه الواقع والحقيقة التي تسئ فهمها، أما أن رمضان شهر الخير فليس في ذلك شك، ولكن الخير ليس معناه كثرة الأكل وتخمة البطن.

فاطرق محدثي قليلاً ثم قال – في بسمة ماكرة – ومن يسمع؟! قلت نعم.. ومن يقرأ؟!

معلومات أضافية

  • العــدد: 22
  • الزاوية: للصائمين فقط
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي