السبت, 20 أغسطس 2011 00:36

من عباقرة العرب

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

3- جابر بن حيان 4- الخوارزمي

ظهر هذا العالم العربي في القرن الثامن للميلاد واشتهر باشتغاله بالعلوم لاسيما الكيمياء وله فيها وفي المنطق والفلسفة تآليف كثيرة ضاع معظمها وترجم بعضها إلى اللاتينية والأوربية وله ابتكارات وإضافات في الكيمياء والصناعات وقد بقي من مؤلفاته إلى الآن أكثر من خمسين مخطوطا وأشهر مؤلفاته في الكيمياء (الخواص الكبير) و (الأحجار) بل لا تخلو مكتبة شهيرة في أوربا من نسخ خطية لبعض مؤلفات هذا العربي القدير بل لا تزال مؤلفاته من أهم المراجع في الكيمياء وقد امتاز ابن حيان بكثرة الإنتاج في الكتابة والتأليف.

وابن حيان أول من استحضر (الحامض الكبريتيك) و (الحامض النتريك) و (ماء الذهب) و (الصودا الكاوية) و (كربونات البوتاسيوم) و (كربونات الصوديوم) واستعمل ثاني أكسيد المنجنيز في صنع الزجاج ودرس خصائص مركبات الزئبق، وجميع هذه المركبات ذات أهمية عظمى في عالم الصناعة فبعضها يستعمل في صنع المفرقعات والأصبغة، وبعضها الآخر في السماد الصناعي والصابون والحرير الصناعي.

وقد كان له معمل كيميائي عند بوابة دمشق يجرى فيه بحوثه وتجاربه واعترف له علماء أوربا بالفضل والسبق والنبوغ وقد سبق الأوربيين في استعمال الميزان في تجاربه العملية بأكثر من ستة قرون وكانت له خبرة واسعة في العمليات الكيميائية الشائعة كالإذابة والتبلور والتقطير والتكليس والاختزال وغيرها.

ويذهب بعض المؤرخين إلى أن جميع الباحثين في الكيمياء من بعده نقلوا عن جابر واعتمدوا على تأليفه وبحوثه.

وخلاصة القول أن جابر كان له الأثر العظيم في تقدم العلم لاسيما الكيمياء واستطاع أن ينتج وأن يبدع في الإنتاج حتى أصبح علماً من أعلام العرب ومفخرة من مفاخر الإنسانية وحجة في الكيمياء يشار إليه بالبنان.

الخوارزمي

الخوارزمي وهو محمد بن موسى ظهر في عصر المأمون وهو أول من وضع علم الجبر بشكل مستقل عن الحساب وأول من ألف فيه وأول من استعمل كلمة "جبر" للعلم المعروف الآن بهذا الاسم.

وإلى هذا العالم العربي يعود الفضل في نقل الحساب الهندي وتهذيب الأرقام الهندية المستعملة الآن والتي يطلق عليها الأوربيون "الأرقام العربية".

وللخوارزمي مؤلفات كثيرة أشهرها كتاب (الجبر والمقابلة) الكتاب الذي ظل منهلاً يستقي منه علماء العرب والغرب على السواء آخذين عنه كثيراً من النظريات معتمدين عليه في بحوثهم وكان له أعظم الأثر في تقدم علم الجبر والحساب، ومن مشهور مؤلفاته أيضا كتاب في الحساب كان الأول من نوعه من حيث الترتيب والتبويب بل هو أول كتاب وصل إلى أوربا وظل ردحاً من الزمن مرجع العلماء التجار والحاسبين.

ونحن إذ نتكلم عن براعة الخوارزمي الرياضية لا يفوتنا أن نشير إلى أن له أيضاً نبوغاً وبراعة في الفلك إذ أتى فيه ببحوث مبتكرة شهد له فيها بالبراعة والإبداع فلكيو أوربا.

هامش

تلقيت من الشيخ على هندي المدرس بالمعهد السعودي ملاحظة على كلامي عن ابن سينا ملخصها أنه لا ينبغي أن ينشر عن ابن سينا وأمثاله في صحائف المسلمين لأنه مع القائلين بوحدة الوجود، وبحلول الاتحاد والمنكرين للصانع إلخ.

وجوابي – مع شكري للشيخ المحترم وتقديري لملاحظته – أنني لن أئن – بل لم أتعرض – لفلسفة ابن سينا وعقائده بل كان بحثي مقصوراً على عبقريته العلمية التي قال الشيخ نفسه عنها : "ونحن لا ننكر أنه إمام في بعض الفنون الدنيوية وجائز عندنا دراسة كتبه وكتب غيره من اليونان ويكون الثناء على فنونه التي لا تخالف الشريعة ولا تخرج بنا عن السبيل" وقد كانت كتابتي عن ابن سينا وأمثاله كتابة عن الناحية الفنية فقط.

معلومات أضافية

  • العــدد: 13
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي