السبت, 20 أغسطس 2011 00:33

من عباقرة العرب

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

1- الرازي 2- ابن سينا

إن تقدم الغربيين في سبيل العلم على مختلف أبوابه وشتى موضوعاته أمر غير مشكوك فيه ولكن هذا لا يعني أن الشرقيين متأخرون دائما – منذ وجودهم – في هذا المضمار فالحقيقة التي لا شك فيها أن ماضي الشرقيين مشرق لامع من حيث الهمة والنشاط والدأب في تحصيل العلوم والفنون وابتكار طرق ووسائل ومواد علمية وفنية. ولقد كان السلف مخلصا في هذه الناحية كل الإخلاص ولكن الخلف هم الذين أضاعوا التراث وأهملوا السنن فلم يتبعوه.

لذلك أحببت أن أذكر الطبقة المتعلمة من الشباب بهذا الماضي العلمي المجيد، فأترحم لهؤلاء الأئمة الإعلام.

أبو بكر الرازي

وجد الرازي في عصر كان الطب فيه يعتمد على الخرافات والخرافات وحدها حتى في أوربا إذا كان الأطباء – والدجالون على الأصح يعالجون مرضاهم بالضرب بالعصى لطرد الشياطين وكان هذا في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، فنبغ في الطب وكان مفخرة من مفاخر عصره وأمنه.

ولد أبو بكر الرازي في مدينة الري بخراسان سنة 866 ميلادية ودرس مبدئيا الأدب والفلسفة والكيمياء والرياضيات ثم عكف على دراسة الطب وخلال سنوات قلائل حذقه وأخذ في ممارسته فلمع نجمه وذاع صيته واشتهر بالمهارة الفائقة فعين أولاً رئيسا لمستشفى مدينة الري ثم انتقل إلى بغداد رئيسا للمستشفى البلدي بها.

ومن العبارات التي جرت مجرى الأمثال "كان الطب معدوما فأحياه جالينوس وكان متفرقا فجمعه الرازي؛ وكان ناقصا فكمله ابن سينا".

وقد اعترف الأوربيون بابتكاراته في أمراض النساء والولادة، كما اشتهر بالبراعة في معالجة الحميات والزحار والدسنطاريا أما في الجراحة فقد أجرى عملية جراحية في "الغدة الدمعية" تعتبر من أدهش العمليات الجراحية.

وقد زادت مؤلفاته عن المائتين وأشهر كتبه في الطب كتاب "الحاوي" الذي ترجم إلى اللآتينية، واعتمد عليه علماء أوروبا وأخذوا عنه الشئ الكثير وبقي مرجعهم في مدارسهم وجامعاتهم إلى منتصف القرن الرابع عشر للميلاد وكتاب "الحصبة والجدري" وفي الكيمياء كتاب "المنصوري".

وأبرز حادث سجله التاريخ للرازي في استخدام المنهج التجريبي في الطب حادث اختيار أنسب منطقة لبناء مستشفى بغداد، إذ طلب إليه ذلك الخليفة حينذاك فاقترح أن تعلق قطع من اللحم الطازج في الهواء الطلق في مختلف نواحي البلدة، فالمنطقة التي تعيش فيها قطعة اللحم أكثر من غيرها بحيث تكون آخرها في التعفن هي المنطقة الصحية المناسبة لبناء المستشفى وبذلك كان أول عالم استخدم هذا المنهج.

ومما أثر عن الرازي أنه كان شفيقا رحيما سخيا مع الفقراء لا يتناول منهم أجراً مقابل معالجتهم.

وفي سنة 924 ميلادية لقى الرازي ربه وعمره ستون سنة تقريبا قضى معظمها في التأليف والتصنيف وخدمة العلم فاستأهل أن يكون من الخالدين.

ابن سينا

هو الحسين بن عبد الله ولد في مدينة بلخ بالأفغان سنة 370 هـ الموافق 890 م من علماء القرن الحادي عشر الميلادي ولم يبلغ السادسة عشر من عمره حتى ذاع صيته كطبيب بارع إلى جانب شهرته في الفلسفة فأقبل عليه الأطباء يلتمسون منه المزيد من صنعتهم وقد ذكر عند الأمير نوح بن نصر الساماني صاحب خراسان في مرض أصابه فاستحضره وعالجه فشفى على يديه فأكرمه وقربه إليه وتروى عن مقدرته في الطب نوادر كثيرة.

وقد وضع ابن سيناء مؤلفات كثيرة تزيد على المائة في أغراض شتى من الحكمة والفقه والرياضيات والتصوف والأدب والطب والمنطق ويعتبر بعض هذه المؤلفات موسوعات ودوائر معارف ونقل بعضها إلى اللاتينية وأحدثت أثراً كبيرا في نهضة أوروبا الحديثة طبع الكثير منها ولا زال البعض مخطوطاً.

وكتابه "القانون" من أكبر المؤلفات الطبية وأنفسها اشتهر في ميدان الطب وذاع صيته وانتشر في الجامعات والكليات وقد كان مرجع للطب أربعة قرون في الجامعات الأوربية.

وقد امتاز ابن سينا بالذكاء الباهر والشهرة الواسعة والاعتداد بالنفس ومن نظمه في الطب: اجعل غذاك كل يوم مرة واحذر طعاماً قبل هضم طعام واحفظ منيك ما استطعت فإنه ماء الحياة يصب في الأرحام.

وقد تعرض للقتل والسجن ونجا بنفسه غير مرة.

وابن سينا أول من اكتشف الطفيلية الموجودة بالإنسان المسماة "بالانكلستوما" وقد سماها في كتابه "القانون" الدودة المستديرة وهذا المرض من أكثر الأمراض انتشاراً في العالم الآن.

وبعد أربعين سنة أفناها في خدمة الإنسانية عملاً وتأليفاً أدركته المنية في يوم الجمعة من شهر رمضان سنة 428 هـ وعمره 56 سنة تاركا خلفه هذا التراث العظيم من المؤلفات التي كان لها أبرز الأثر في نهضة أوربا العلمية.

معلومات أضافية

  • العــدد: 12
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد
الذهاب للأعلي