5- ابن قرة

ابن قرة

أما ابن قرة أبو الحسن ثابت الحراني من علماء القرن التاسع للميلاد فلم يكن نبوغه مقصوراً على الرياضيات بل تعداها إلى الفلك والطب والفلسفة ووضع فيها مؤلفات أقل ما توصف به أنها نفيسة وقيمة.

كان ابن قرة إلى جانب إجادته اللغة العربية يجيد اللغات السريانية والعبرية، وبذلك تمكن من نقل كثير من التآليف إلى العربية في الطب والمنطق والفلسفة والرياضيات.

ومن مؤلفاته الرياضية كتاب بين فيه علاقة الجبر بالهندسة، والهندسة بالجبر، وحل .فيه المعادلات بطرق هندسية مشابهة لطرق علماء أوربا في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي فكان له السبق في ذلك على "ديكارت" و "بيكر" وغيرهما في هذه البحوث واستفاد منها كثير من علماء الغرب في القرن السادس عشر.

وقبل أن نختتم الحديث عن ابن قرة نود أن نشير إلى حادث قد سجله التاريخ له وهو معالجة مصاب بالسكتة القلبية إذ جاء في دائرة المعارف "للقرن العشرين" أنه بينما كان ابن قرة ماراً إذ سمع هويلاً في دار قصاب ولما سأل عن السبب قيل له أن القصاب قد مات فجأة، فلم يكن من ابن قرة إلا أن صاح فيهم "إنه لم يمت" واستأذن في الدخول عليه فسمح له فأمر بأن يضرب الميت على كعبه بالعصا، وأخرج من كمه دواء أذابه في الماء وسقاه للرجل فعادت له الحياة وفتح عينيه وشاع هذا الحادث وتناقلته الرواة.

ومن أقواله الحكيمة "راحة الجسم في قلة الطعام، وراحة النفس في قلة الآثام، وراحة القلب في قلة الأوهام، وراحة اللسان في قلة الكلام".

وقد كانت ولادة ابن قرة سنة 221 من الهجرة ببلدة "حران" بالجزيرة بين نهري دجلة والفرات.

وبحديثنا عن ابن قرة نختتم الكلام عن عباقرة العرب في العلوم ونأمل أن تتاح لنا فرصة أخرى للتحدث عن عباقرة العرب في النواحي الأخرى إنشاء الله.