الثلاثاء, 16 أغسطس 2011 01:07

شريعة صدام

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

إن من يقرأ أخبار الهاربين من الكويت بعد الغزو العراقي من مختلف الجنسيات كل يوم وما لاقوه من شقاء وعناء فرارا بأرواحهم ومن لاقوا حتفهم من هؤلاء الفارين تهوله أعدادهم حتى ليتصور المرء أن الكويت قد خلا من أهله والمقيمين فيه أيضا ويتساءل ما السبب؟! لماذا هذا الهروب الكبير؟! رغم ما فيه من معاناة وعطش وجوع وعذاب؟!

وهل كان هدف الغزو والاحتلال شعب الكويت ومن يمتلكه من شعوب العالم المحبة للسلام وماذا ذنب هؤلاء وماذا اقترفوا في حق العراق؟! أم أن الهدف هو الحكومة بناء على خلاف سياسي؟!

ولقد كنا نضرب المثل بشريعة الغاب كشريعة تمارس أكبر الظلم وأقساه فإذا بنا نفاجأ بشريعة صدام حسين التي تتضاءل أمامها شريعة الغاب بكل ما تقترفه من مظالم.

شعب آمن مسالم يعيش بين جيرة له، تخيم عليهم المودة ويسود بينهم الوئام يتزاورون ويتهادون ويتعاونون في السراء والضراء. يودع نهاره ويستقبل ليله ثم يسلم روحه للنوم وهو مطمئن إلى ما قدمه من معروف وما عمل من إحسان، فيفاجأ هذا الشعب بأقرب جيرانه مسافة وحسن جوار وقد حشد جيشه وأسلحته وكل قواته بعد منتصف الليل لا ليحتل الأرض فقط أو يستولى على السلطة ولكن ليقتل ويدمر وينهب ويغتصب ويشرد بأسلوب دموي شرس جرائم دونها جرائم هولاكو ونيرون وفرعون وجميع أسلافه من الطغاة والمتجبرين فتفقد هذا الشعب توازنه وتصيبه بصدمة تشل تفكيره وذهول يجعله حيرانا لا يجد أمامه سوى الهروب من الهول لا يلوي على شئ حتى وكأنه في يوم من أيام القيامة يوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها.

ويستمر التفنن في العدوان: كسر المتاجر وسرقة ما فيها والهجوم على البنوك وسرقة ما فيها. سرقة السيارات الواقفة والسائرة وإنزال أصحابها منها، طرد المرضى من المستشفيات والإقامة فيها. إطلاق المجرمين من السجون، إطلاق المجانين من المصحات العقلية اغتصاب الحرائر من الممرضات والمضيفات والمدرسات وغيرهن ممن يعجبوهم بعد انتهاك حرمة البيوت وإخراج الرجال بالقوة للاختلاء بالنساء.

صور مفزعة مفجعة لا يتصور وقوعها من إنسان أي إنسان وليس بالضرورة أن يكون مسلما فإن للإنسانية قيودا تحميها من هذا الفجور وآخر ما في الأمر حرق السجلات المدنية لدولة الكويت وتجنيس أقوام آخرين من العراق وفلسطين وغيرهم وتوزيع الشقق والممتلكات التي شرد أصحابها من الكويتيين إلى هؤلاء الغرباء لتكوين طبقة جديدة من الكويتيين تستطيع استغلالهم في الإستفتاء الذي تزمع إجراءه لقيام حكومة كويتية جديدة تخضع لها وتسير في ركابها.

هذه الجارة هي صدام حسين ولا أقول العراق، وهذه هي شريعة صدام حسين التي يريد أن يحكم بها العالم العربي.. وأغرب من هذا كله أن زعماء منا وحكاما يقرون هذه الشريعة ويهتفون لها ويعملون على إقناع العالم المتحضر بها غافلين عن أنهم سوف يكونون أول من يكتوي بنارها ويحترق بشواظها.

"فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون".

معلومات أضافية

  • العــدد: 8825
  • الزاوية: شمس وظل
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي