الثلاثاء, 16 أغسطس 2011 01:04

رفقا بالآباء أيها الناس (2)

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

أجل والله إنهم مساكين يتلقون اللوم هنا وهناك بتصايح الشباب ومن ورائهم المفتون والمعلقون: لا تتاجروا ببناتكم أسرعوا بتزويج بناتكم، لا تتغالوا في المهور. ويتهامس البنات وأحيانا يصرخن لماذا لا يزوجنا آباؤنا على من نحب؟! هل هم الذين سيتزوجون؟! أم نحن؟! مالهم ومالنا؟! لماذا يعارضون اختيارنا؟! لماذا يزوجونا على من يريدون هم لا من نريد نحن.. وكلا الفريقين ظالم فالشاب يريد رخص المهر ليتزوج اليوم وغدا وبعد غد يجرب هذه ويذوق تلك وربما ثنى وثلث وربع وليكن بعد ذلك ما يكون والبنت رأت لها شابا وسيم الطلعة أنيق الملبس حلو الكلام فأحبته على حد تعبيرهن وتريد من أبيها أن يزوجها عليه وليس من حقه أن يبدي برأيه فيمن تحب هي رغم أن مصائب هذا الزواج ستنصب كلها في النهاية على رأس الأب فالمال والمرجع إليه وليس في وسعه إلا أن يتحمل ما صنعت ابنته بنفسها طوعا أوكرها فهو وقلبه لا يطاوعه أن يتركها تتحمل نتيجة حبها بل عبثها؟!

ويأتي بعد هذين الفريقين الفريق الثالث أولئك الذين توجه إليهم الأسئلة من الشباب والبنات والشكاوى من الآباء فيزيدون الطين بلة وينزلون تقريعا وتوبيخا على الآباء: لماذا لم يزوجوا بناتهم على من أحبين؟! ولماذا يطلبن مهرا مجزيا يحد من عبث بعض الرجال.

ولم أقرأ لأحد منهم – رغم كثرة ما قرأت في هذا الباب – من يسأل البنت عن سر امتناع أبيها عن تزويجها من هذا الحبيب؟! ألا يمكن أن يكون على خلق سيء؟! ألا يمكن أن يكون غير قادر على تحمل المسئولية كمن يأخذ مصروفه من والده؟!

ولا من يسأل الشاب: كم تريد أن تدفع مهرا؟! وماذا عندك بعد المهر؟! وما هو عملك؟! وهل أنت قادر على تحمل مسئولية البيت والأولاد؟! حتى ذلك الذي قال أنه طلب منه عشرون ألف ريال مهرا وهو لا يستطيع دفعها ويريد الزواج من الخارج لم يقل له ذلك المسئول إنصف يا أخي؟! بل هو الآخر نزل على رؤوس الآباء بالتقريع واللوم واتهمهم بالمتاجرة ببناتهم ليست هذه الكلمة دفاعا – مجرد دفاع – عن الآباء عموما فهناك قلة قليلة من الآباء ظالمون ولكن لا يصح توجيه اللوم إلى جميع الآباء فليس أحب إلى قلب الأب أن يرى ابنته سعيدة في كنف زوج – صالح.. فلنكن منصفين ولنوضح الإجابات.

معلومات أضافية

  • العــدد: 8324
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي