صالح جمال: نظام العمل الجماعي أدي إلى تكامل الإمكانات لخدمات أكثر جدوى
· والندوة الثانية كانت عن (مؤسسات الطوافة) التي استطاعت أن تحقق نجاحاً باهراً رغم فترة الإنشاء الوجيزة.
(عكاظ) عقدت ندوة لإلقاء بعض الضوء على هذه المؤسسات.. وذلك بقصد التعرف عليها وعلى أهدافها.. وعلى ما استطاعت أن تحققه.. وما تسعى إليه.
وقد شارك في الندوة كل من الأستاذ صالح محمد جمال رئيس مجلس إدارة مؤسسة حجاج الدول العربية، والأستاذ محمد علي أندرقيري رئيس مجلس إدارة مؤسسة جنوب شرق آسيا، والأستاذ جعفر شيخ رئيس مجلس إدارة حجاج تركيا، والأستاذ أحمد شيخ رئيس مجلس إدارة حجاج جنوب آسيا والدكتور حسن مختار ممثلا للأستاذ محمود علوي رئيس مجلس إدارة مطوفي حجاج أفريقيا غير العربية.. وقد سارت الندوة على النحو التالي:
§ وعن الفكرة الأساسية لمؤسسات الطوافة وما ستقدمه لحجاج بيت الله الحرام من خدمات تحدث في مستهل الندوة الأستاذ صالح جمال شارحا:
- الفكرة الأساسية من إقامة مؤسسات الطوافة وغيرها من المؤسسات مثل الزمازمة أو الوكلاء الموحدين.. هو تطوير خدمات الحجاج.. بحيث تخلو من الضعف والخلل وقد كانت خطة التطوير بناء على الاجتماعات التي عقدتها وزارة الحج والأوقاف.. ودعت إليها كبار المطوفين والزمازمة لوضع صيغة التحديث والتطوير للخدمات.. حتى تواكب خدمات الحجاج ومرافقهم التطور العام الذي شهدته البلاد في السنوات الماضية وبعد دراسة مستفيضة وطويلة المدى رأت الوزارة قيام نظام المؤسسات الذي أسمته العمل الجماعي.. ووضعت بذلك أنظمة وقواعد تجعل من خدمة الحجاج نموذجا أفضل.
وقال الأستاذ صالح: عندما كان المطوفون يعملون كأفراد كانت خدماتهم متفاوتة الجودة والنوعية وذلك لأن الإمكانات مختلفة.. ولكن بهذا النظام الجديد أصبح للعرب مثلا مؤسسة وأفريقيا غير العربية مؤسسة وجنوب شرق آسيا مؤسسة وتركيا مؤسسة.. وإلخ.
وتحدث عن التحسن التدريجي على مدار السنوات الماضية في خدمات الحجاج.. وقال أن ذلك يعود إلى تكامل الإمكانات في النظام الجديد في الموارد وفي الأجهزة والمعدات والطاقات البشرية المؤهلة.. إضافة إلى تقنية الحاسب الآلي وغير ذلك من الوسائل المتقدمة.
§ وتحدث الأستاذ أحمد شيخ عن الاستعدادات المبكرة للمؤسسات حيث وفرت التجهيزات الأساسية التي اطلعت عليها بعثات الحج وأبدت إعجابها بها.. وقال:
إن أصحاب الفكر والرأي في هذا البلد قد نادوا بضرورة وجود عمل جماعي من أجل خدمة وراحة الحجاج منذ 30 سنة تقريبا وذلك لتطوير الوضع الذي كانت عليه الخدمات الفردية للحجاج.. واذكر من هؤلاء الأستاذ أحمد السباعي والأستاذ صالح جمال.. الذين كتبا في الصحف آنذاك عن ضرورة قيام مؤسسات جماعية لخدمة الحجاج.. وأضاف وهذا ما قد حدث إذ أن هذه المؤسسات استطاعت أن تقوم بواجبها وتفي بالتزاماتها بصورة مرضية.. وهي تسعى إلى مزيد من التطور والارتقاء.
وقال: المثل الشعبي يقول: "أهل مكة أدرى بشعابها" وهذا صحيح فعمل الطوافة الفردي كان قد ترك المجال مفتوحا لدخول بعض الأجانب في هذا المجال ومن ثم العمل بطريقة لا تتناسب مع عادات وتقاليد البلد الذي يتشرف أهله بخدمة الحجاج والعمل على راحتهم بكل يسر وسهولة بحيث يكون الحج أقل مشقة. والآن وبقيام هذه المؤسسات فإنه قد قضى على تلك الطرق التي كانت تسعى إلى أهداف أخرى غير خدمة الحجاج.
§ أما الأستاذ محمد أندرقيري.. فقد قال:
إن قيام هذه المؤسسات جاء مؤكدا لبعد نظر حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله، إذ أنها أزالت السلبيات التي كانت تعوق الخدمات.. والتي كانت موجودة لوجود بعض الفراغات فيما بين المطوفين والحجاج.. وهذا لا يعني أن كل ممارسات المطوفين كانت فيها أخطاء.. فقد وجد في ذلك العهد بعض المطوفين الذين تصدوا لكل محاولات تخريب الخدمات وسعوا إلى أن يقدموا خدمات متكاملة إلى الحجاج ومساعدتهم على أداء مناسكهم بكل سهولة وراحة!
§ الأستاذ صالح جمال عقب على ما طرح من مواضيع قائلا:
نعم صاحب عملية الطوافة الأولى بعض الأخطاء.. فقد أتاحت الفرصة لوجود سماسرة وهؤلاء السماسرة كانوا في الخارج يعملون على إرسال الحجاج إلى مطوفين بعينهم لقاء بعض المال.. وهذا قد أفضى في بعض الأحيان إلى أن يقع المطوفون في أيدي المحتالين الذين غالبا ما يسحبون منهم مبالغ طائلة بوسائل تقرب من حد الابتزاز والنصب ولكن الحمد لله النظام الجديد استطاع أن يقضي على كل ذلك ويرشد الخدمات ويحفظ للطرفين حقهما: الحاج والمطوف والأهم من كل هذا هو صورة البلاد التي تحرص على فعل كل ما بوسعها من أجل أن يقوم ضيوف الرحمن بمناسكهم دون وعثاء أو وجل!
· وحول حل المشاكل التي كانت قائمة بين مؤسسات الداخل القائمة على شئون الحج وجهات الخارج القائمة عليه أيضا تحدث الدكتور حسن مختار موضحا: بناء على التوجيهات السامية الصادرة بذلك وجد التنسيق التام بين كل الجهات المعنية بالحج وذلك حتى يحصل الحاج على أفضل الخدمات.
· وعقب الأستاذ صالح جمال: نعم التنظيم موجود بين وزارة الحج والأوقاف والدول الإسلامية نفسها.. وخاصة على المستوى الإدارى!
· وقال الأستاذ اندرقيري أن التنظيم موجود وهو في صالح حجاج بيت الله الحرام وقد قضى على سماسرة التوجيه الذين كانوا لسبب أو آخر يوجهون الحجاج إلى هذا المطوف دون غيره من المطوفين ولكن الحمد لله أزالت عملية المؤسسات كل هذا الخلط وقامت بالعبء كاملا وبصورة مشرفة.
· وعاد الأستاذ أحمد شيخ للحديث موضحا أن هناك بعض الدول لم تتجاوب مع التنظيم الجديد، والذي يهدف إلى مصلحة الحجاج أولا وأخيرا.. وقال أن هذه الدول ما زالت تسير على نظام المطوف الفردي أو الانتظام مع مجموعة مطوفين.
وأهاب بالدول التي لم تتجاوب بأن تتجاوب من أجل تنظيم أوضاعها وفقا لنظام المؤسسات خدمة لحجاجها وقال أن ذلك يمكن أن يتم على مستويات عديدة.
§ وعن وضع زمن محدد لانتظام جميع الدول وفقا لنظام المؤسسات.. قال الأستاذ صالح جمال..
أعتقد أن جميع المؤسسات تحاول أن تلم شمل الجميع داخل هذه المؤسسات وقد بذلت جهوداً كثيرة من أجل ذلك بما في ذلك عرض سكن بأسعار مختلفة لتناسب الأوضاع الاقتصادية لمختلف الدول. ولكن مع الأسف ما زال حجاج تلك الدول يأتون إلى الحج ويقيمون مع ذويهم أو في أماكن غير مناسبة.. أو في سفوح الجبال وعلى قارعات الطرق!
· وتدخل الأستاذ أندرقيري بالحديث عن واقع تجربته كرئيس لمجلس إدارة الطوافة لجنوب آسيا وقال: لقد وجدت تنظيما رائعا من الأندونيسيين والماليزيين. وهذا التنظيم مثالي: أما البقية وهم أقلية.. فهم مصدر المعاناة.. فقد حدث ذات مرة أنه تم البلاغ عن وجود حاج ميت فذهب الأطباء للكشف فوجدوا أن سبب الوفاة مرض معد.. كما اكتشفوا في نفس الوقت وفاة آخرين بنفس المرض في نفس المكان وهذا شئ طبيعي بالنسبة لتهرب هؤلاء من المؤسسات التي توفر لهم السكن الصحي النظيف ودورات المياه النظيفة.. إضافة إلى إمكانية المساعدة في الانتقال إلى أقرب مستشفي أو مركز صحي من أجل عمل اللازم قبل تفاقم الحالة.. أتمنى أن تسعى باقي الدول إلى الدخول في نظام المؤسسات حفاظا على أرواح مواطنيها.. وصحتهم.
§ وأكد الدكتور حسن مختار على وجود المعاناة قائلا
الحقيقة أن المعاناة موجودة خاصة مع مؤسسة أفريقيا غير العربية باعتبار أنها تضم أكثر من 49 دولة.. ففي هذه الكثرة لا نجد إلا دولاً معدودة تنظم حجاجها مثل نيجيريا، والسنغال، وجامبيا، وساحل العاج، بينما البقية لا تنظيم لحجاجها.. حيث يأتي الحجاج على دفعات برئاسة منظمة إسلامية أو غيرها.
وأضاف: هناك معاناة أخرى تتمثل في أن حجاج دول أفريقيا غير العربية يأتون هنا من وقت مبكر. أي منذ شهر شعبان ويظلون هنا حتى موسم الحج. كما أن تعدد المنظمات والجهات غير الرسمية التي تأتي بالحجاج تحدث مشاكل كثيرة لنا.
· وضرب مثالا على نجاح مؤسسات الطوافة وتغلبها على المشاكل بنجاحها مع حجاج نيجيريا الذين يعدون أكثر الحجاج الأفارقة عددا. وقال أنهم قد تلقوا برقيات وإشارات من المسئولين تدل على نجاحهم مع حجاج نيجيريا. وقال: كان الحجاج الأفارقة أكثر الحجاج افتراشا للشوارع وتشتتا في شوارع مكة المكرمة.. ولكن وجود المؤسسات وبأسعار بسيطة رمزية مقارنة مع ما كان يحدث سابقا رفعت من كرامتهم ووفرت لهم المأوى الجيد وكفت عنهم أذى الطريق الذي كان يصيبهم لوجودهم على قارعته.
وقال الأستاذ صالح جمال موضحاً دور مؤسسات الطوافة في الحد من افتراش الحجاج للطرق: مع قيام مؤسسات الطوافة انتفي افتراش الطرق من قبل حجاج الخارج.. وبالذات التابعين لمؤسسات الطوافة.. ولكن بقيت مشكلة حجاج الداخل.. وبعض الحجاج الذين لم ينتظموا في مؤسسات الطوافة إذ أنهم ما زالوا يمارسون هذه الطريقة في الحج ولكن نحن نسعى لوجود تنظيم يحل هذه المشكلة نهائيا.
· وأضاف جعفر شيخ: كذلك المعتمرين المتخلفين الذين يواصلون البقاء من العمرة لحين الحج.
· وأكد الأستاذ أحمد شيخ على حديث جعفر وقال: لقد تبين لنا بأن المفترشين هم من المقيمين أو المتخلفين.. وذلك من خلال نتائج لجان البحث التي قامت بالبحث والتقصي.. والشاهد على ذلك وجود هذه الظاهرة في رمضان.