هذه الغطرسة الإيرانية التي تقابل بها كل دول العالم ومؤسساتها الدولية كمنظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومؤتمر العالم الإسلامي وكل من يقول كلمة الحق عن هذه الحرب العدوانية التي تشنها إيران ضد دولة إسلامية أخرى هي العراق تقتل المسلمين الأبرياء في المدن وتهدم عليهم مساكنهم وتصليهم ناراً حامية من صواريخها الموجهة التي تمدها بها أمريكا وإسرائيل رافضة كل دعوة للسلم.
هذه الغطرسة التي يكرهها الإسلام بل يحرمها تحريماً قطعياً كيف تمارسها هذه الدولة التي تنتسب إلى الإسلام فتسمى نفسها الجمهورية الإسلامية مع أن الإسلام يدعو إلى السلم حتى مع الأعداء من غير المسلمين فنادى رسول الإسلام "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها".
أليس في هذا تشبها بإسرائيل دولة اليهود والصهيونية؟ أليس هذا اقتداء بالدولة الكافرة الغاشمة بتدليل الدول الاستعمارية الكبرى أو على الأصح الدولتين العظميين؟
من العجيب أن إيران تتفاخر بأن أحد مواطنيها وقد تجاوز المائة عام من عمره يحارب في صفوف المعتدين ضد العراق هو وأولاده وأحفاده فهلا علم هذا المعمر الإيراني أنه بهذا يعصي الله ورسوله الذي يقول: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار" فما هو العذر الذي سيتقدم به هذا المعتدي الإيراني وهو يهاجم جيش المسلمين في عقر دارهم؟
إن الجيش العراقي المسلم يقف محارباً رغم أنفه ويدافع عن أرضه ويذود عن حمى شعبه قد يقبل الله عذره فما عذر الجيش الإيراني وحكامه وهذا المعمر في هذا العدوان؟
ترى من هو المسئول عن هذه الغطرسة وهذا التمادي؟ في نظري جميع الدول الإسلامية أولا لأن الإسلام يقول: فإن بغت إحداهما – أي الدولتين المتحاربتين على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله، فما عذرها في عدم تنفيذ هذا التوجيه الإلهي وقد أصبح واجبا؟
اللهم اهد أمة محمد إلى الحق الذي هو تطبيق أحكام كتابك.