يقول المثل العامي عندنا (رحل الجندي وترك خليفته عندي) وهذا المثل ينطبق الآن على لبنان. لبنان الذي كانت مصيبته في أبنائه أكثر من مصيبته من إسرائيل فإننا نستطيع أن نجزم على ضوء ما ظللنا نقرؤه خلال سني الحرب الماضية عن القتلى والجرحى في لبنان أن عدد هؤلاء القتلى والجرحى في لبنان أن عدد هؤلاء القتلى والجرحى بأيدى لبنانية يفوق عددهم بأيد إسرائيلية أضعافا مضاعفة وهو أمر يدعو إلى الحزن والأسف بل والخجل أمام أنفسنا كعرب وكمسلمين ينظر إلينا العالم نظرة سخرية وهزء من أمة يقتل بعضها بعضا بالآلاف بينما تقوم الدنيا ولا تقعد إذا قتل إسرائيلي واحد وتهتز كراسي الحكام في إسرائيل إذا مات بضعة جنود من الإسرائيليين ولا تهتز شعرة في بدن أحد منا إذا ذبح الآلاف من العرب في معركتنا مع إسرائيل أو مع بعض!! ولا شيء غير الجعجعة والاجتماعات والصراخات والاستغاثة أحيانا بمجلس الجامعة وأحيانا أخرى بمجلس الأمن ولكن
لقد سمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ونعود إلى الجندي الذي رحل وترك خليفته عندي، هذا الجندي هو إسرائيل التي كنا نتعجب لماذا تنسحب من لبنان بعد أن احتلته وسيطرت عليه؟؟ تنسحب بخاطرها!! وكنا نظن أو يتراءى لنا أن هذا الانسحاب نتيجة لإقلاق الفدائيين اللبنانيين لجيشها ومنشآتها في الأجزاء المحتلة من لبنان وكنا بعد أن شاهدنا هذه المعارك الضارية بين اللبنانيين أنفسهم ثم بينهم وبين الفلسطينيين تذكرنا هذا المثل وسألنا أنفسنا: لم لا تنسحب إسرائيل وقد وجدت خلفاء لا خليفة واحدا تتركه بدلا عنها في لبنان يدمر ويقتل ويحرق.. خلفاء جبناء كانوا داخل الجحور عندما كانت إسرائيل تعربد على أرض لبنان الجميلة فلما انسحبت خرجوا من الجحور ليستعرضوا عضلاتهم على أشقائهم وإخوانهم ورفقاء دربهم وليتحملوا عن إسرائيل نفقات الحرب وضحاياها في الأنفس والأموال!!
أجل في لبنان خلفاء كثيرون لإسرائيل لم يعودوا مجهولين بل أصبح يشار إليهم بالبنان من المحزن أنهم ليسوا يهودا ولا أمريكان ولا إنجليز ولا فرنسيين ولكنهم لبنانيين والأذكى من ذلك أن بعضهم ممن ينتمي إلى الإسلام يجهزون على إخوانهم المسلمين قتلا وتدميرا دفاعا عن إسرائيل وحلفاء إسرائيل من مسيحيي لبنان.
فاللهم الطف بعبادك المؤمنين.. كل المؤمنين فأنا واثق أنه ليس في لبنان من هو راض عن هذه الحرب ولا هذه الجرائم إلا الشيوعيين الملحدين ومن يسهر في فلكهم منا نحن العرب.. لا بل نحن المسلمين مع الأسف وبعض الذين ترخص في موازينهم الأرواح البريئة التي تزهق كل يوم وهم يتفرجون ويتلذذون بما يرون.
فإنا لله وإنا إليه راجعون....