أشاد أخي الأستاذ عبدالله خياط في عكاظ الغراء بالأسلوب الجديد الذي اتخذه الأخ المهندس محمد سعيد فارسي بالاجتماع ببعض رجالات المحلات وعمدهم والتشاور معهم والتباحث في أمر احتياجات محلاتهم ومشروعاتها.
ومع احترامي لرأي الأخوين الكريمين الخياط والفارسي وتقديري لهما شخصيا أود أن أدلي برأي في هذه القضية فالمعروف أن في جدة مجلس بلدي يمثل جميع محلات جدة أنشئ أساسا كغيره من المجالس البلدية في المملكة من أجل القيام بهذه المهمة أي الاستفادة من خبرات أعضائه وتجاربهم والتعرف بواسطتهم على أحوال محلاتهم التي يمثلونها وحاجاتها ومشروعاتها ونظام المجالس البلدية صريح في ذلك وملزم لكل البلديات والأمانات بالرجوع إلى المجلس البلدي في كل مدينة لأن أعضاء كل مجلس يمثلون سكان محلاتهم كما أسلفت.
وذلك ما هو متبع في مكة المكرمة منذ عهد الأستاذ عبدالله عريف – رحمه الله – ومرورا بعهد المهندس عبدالقادر كوشك والشيخ عبد الله بن صديق والأستاذ فؤاد محمد عمر توفيق حاليا، حيث يسود التعاون والتجاوب بين المجلس البلدي بمة المكرمة وأمانة العاصمة.
وإذا كان المجلس البلدي بمكة المكرمة لم يسلم في بعض العهود من التجاهل والنفور والانصراف أحيانا إذ أن أحد أمناء العاصمة السابقين استطاع أن يستصدر أمرا بأن يكون هو رئيس المجلس البلدي ليقضي على طموحات أعضائه فإن هذا المجلس بشيء من الحكمة استطاع أن يتعايش ويواصل عمله في أكثر العهود حتى الآن ويرجع ذلك إلى تفهم أمناء العاصمة الذين ذكرت واقتناعهم أن هدف الجميع هو مصلحة المدينة وخدماتها ومرافقها لا منافسة على النفوذ أو مشاركة في السلطة.
إن مشاورة أفراد من المحلة والتعرف على حاجاتها ومطالبها أمر جميل ولكن من الصعب فوز آراء ومطالب وحاجات هذه المجموعة البشرية المختلفة وتنفيذها وبالتالي عدم التزام الأمانة بشئ منها.
ولا أدري كيف يستطيع الصديق الفارسي الخروج بنتيجة جادة ومفيدة من الاجتماع بسكان محلة من محلات جدة بعد البحث فيما تحتاج محلتهم ومناقشة مخططات المحلة ومشاكلها القائمة والرأي الأمثل في الحلول المطروحة؟؟
ليت أمانة جدة تضع الأمور في نصابها وتعطي القوس باريها ولا تتضايق من اختلاف الرأي لأن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية – كما يقول المثل وطالما اختلف المجلس البلدي بمكة المكرمة مع أمانة العاصمة ولكن المودة ما زالت قائمة حتى الآن.