الخميس, 11 أغسطس 2011 14:43

خادم الحرمين.. واهتماماته بمكة المكرمة

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لم يعد خافيا على أحد مدي اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد-حفظه الله-بتطوير مكة المكرمة كعاصمة للإسلام والمسلمين ومهوى أفئدتهم ومثل ذلك يقال عن اهتمامه ومتابعته لمشروعات تطوير المدينة منبع الإيمان ومثوي رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام.

أجل لم يعد هناك من يستطيع إنكار ذلك فقد استمعنا إليه أكثر من مرة وهو يتحدث عما يضمره للحرمين الشريفين من تطوير وسمعنا أكثر من مرة وهو يحث المسئولين على سرعة الإنجاز ورأينا بأم أعيننا هذين المشروعين العملاقين: مشروع توسعة الحرم المكي ومشروع توسعة المسجد النبوي اللذين نفذا في العهد السعودي والتطويرات الجديدة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين للمزيد من تأمين راحة وفود بيت الله الحرام وتسهيل أعمال حجهم.

غير أن عبارة وردت في تصريح لمعالي أمين العاصمة المقدسة لجريدة عكاظ ونشر بعددها الصادر يوم 29 رمضان 1408 ﻫ استرعت انتباهي وانتباه الكثيرين غيري..هذه العبارة تقول:وستخلص هذه المرحلة–من تطوير مكة المكرمة-إلي جعل مكة مدينتين:إحداهما لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والأخرى للمواطنين والمقيمين بمكة المكرمة.

حاولت أن أتصور كيف يمكن أن تكون مكة المكرمة-مكتين- إحداهما للحجاج والمعتمرين وأخري للمواطنين والمقيمين،فلم أستطع إدراك كيف يتأتي مثل هذا التقسيم؟إلا إذا حولنا ما حول المسجد الحرام وهي طبعاً مكة الحجاج والمعتمرين- إلي مباني وأسواق ومرافق وخدمات مهجورة طيلة العام-كما كانت مباني ومساكن وأسواق مني من قبل-وهي صورة تتعارض مع صور العمران والتطوير المنشودة لمكة المكرمة.

ثم أبعدنا جميع المقيمين بمكة المكرمة إلي مكة الثانية وحرمناهم من ارتياد المسجد الحرام إلا لمن يملك سيارة وحلنا بينهم وبين الطواف بالبيت الحرام وأصبح ما حول المسجد الحرام خاوياً على عروشه طيلة العام باستثناء أيام الحج المحدودة واحتجنا إلي أعمال ضخمة من الصيانة وتفقد تلك المباني المهجورة وإصلاح ما اعتراها من خراب بسبب عدم استخدامها كما كنا نفعل مع مساكن مني أين هذه الصورة الكئيبة التي تراد لمكة الأصل من الصورة الرائعة التي رسمها لها خادم الحرمين الشريفين في أحد أحاديثه عن مكة المستقبل.

إن التردد على المسجد الحرام والطواف بالبيت حق مشاع بين جميع المسلمين لا فرق بين حاج وغير حاج وفي مكة المكرمة آلاف من المسلمين هاجروا من ديارهم إلي مكة المكرمة والتردد على المسجد الحرام وكسب الأجر وبعض المواطنين يملكون مساكن في نفس المنطقة فكيف تطلب إلي هؤلاء أو أولئك الانتقال إلي مكة المواطنين والمقيمين والابتعاد عن المسجد الحرام؟ ومن هم الحجاج حجاج الداخل من المقيمين أم حجاج الخارج؟ أم حجاج المملكة؟ وكيف يمكن فرز هؤلاء عن هؤلاء؟ وما هو نصيب مواطني مكة المكرمة والمقيمين بها من هذا التقسيم؟ ومن سيقوم بخدمة الحجاج؟!

إن التفكير في مثل هذا التقسيم يحتاج إلي دراسة متأنية ونظرة بعيدة وخلفيات غير منظورة..والتفكير السليم-في نظرنا-هو إعادة بناء مكة المكرمة الواحدة مقصد جميع المسلمين المفتحة الأبواب للطائفين والعاكفين والركع السجود.

إعادة بناء مكة المكرمة-وأكرر الواحدة-على أحدث الطرق العمرانية وبالتدريج وبإقامة المشروعات العمرانية الضخمة وجميع الملكيات الصغيرة وإزالة المباني الخربة والاستفادة استفادة كاملة من المساحات المحيطة بالحرم بإقامة ما يسمي ناطحات سحاب بحيث يتسنى لكل حاج الوصول إلي المسجد الحرام على قدميه ولا تطأ السيارات الساحة المحيطة بالمسجد الحرام والتي ستخصص للمشاة فقط ويكون لجميع هذه العمارات حول المسجد الحرام أبواب خلفية على شوارع بحيث توصلهم السيارات إلي تلك الأبواب وتعود أدراجها ثم ترجع لتصلهم مرة  أخري إلي المشاعر ثم مرة ثالثة إلي بلادهم.

هذا هو التخطيط السليم الذي نرجو أن تتبناه أمانة العاصمة والمكاتب الاستشارية الهندسية التي تتعاون معها، والله الملهم للصواب.

معلومات أضافية

  • العــدد: 81
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي