الخميس, 11 أغسطس 2011 13:53

رسالة إلي الآباء والأمهات

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

المخدرات..هذا الوباء القاتل– بل المدمر لأن الموت أهون منه في نظري- والتدمير أشد من القتل رغم ما كتب عنها وما نشر بمختلف وسائل النشر من صحافة وإذاعة وتلفزة وما شاهدناه من صور ومآسي تقشعر منها الأبدان.. هذا الوباء مازال علينا واجب كبير لمكافحته ووقف انتشاره ووجوب القضاء عليه قضاء مبرما بالتوعية المستمرة والرقابة الشديدة والتربية الواعية السليمة وأكثر الناس مسئولية-في نظري–هو البيت.. وأعني الآباء والأمهات والإخوان والزوجات فإن أي إهمال أو غفلة من البيت ستذهب كل المحاولات للمحاربة سدي فالأب الذي يظن أن إغداقه على ابنه بالمال يحميه من الحاجة إلي الغير والانزلاق في بعض الأمور يكون مخطئا أشد الخطأ ويدفع بولده إلي مهاوي الانحراف والفساد وأشدها خطراً هذا البلاء.والأم التي تغدق حنانها وشفقتها على أولادها وتتستر على تصرفاتهم تضليلا للأب إنما تسئ إليهم من حيث تريد الإحسان والزوجة التي تتصور أن حبها لزوجها وحرصا عليه يفرض عليها أن تتغاضي عن انحرافاته واعوجاج سلوكه إنما تجني عليه وتقوده إلي المزيد من الضلال والفساد.

ومن ثمة فإن الآباء والأمهات والزوجات وكبار الإخوان مطالبون بالاهتمام بتربية الشباب تربية إسلامية صحيحة ومراقبة سلوكهم مراقبة دقيقة والتيقظ لأي اختلاف في السلوك والتحذير من قرناء السوء الضالين والمضلين وقد قيل في الأمثال: "قل لي من تصاحب أقول لك من أنت".

وقال شاعرنا العربي:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه               فكل قرين بالمقارن يقتدي

كما أن التحذير والوعظ وحده لا يكفي ما لم يصحب ذلك تتبع ومراقبة وتوجيه وأهم شيء بعد ذلك هو القدوة فعندما يكون سلوك من في البيت سليما ومستقيما يكون للنصح والتوجيه وقع حسن. أما "إذا كان رب البيت بالدف ضاربا فإن شيمة أهل البيت كلهم الرقص".

وإذا كان شاعرنا القديم قد تساءل "كيف يسعي في جنون من عقل؟" فإنه يحق لنا أن نتساءل الآن:كيف يمشي إلي الهلاك والدمار– لا الجنون وحده – من عنده أدني مسحة من عقل.

وهذه العبر والعظات نشاهدها ونسمع بها ونقرأ عنها ما تشمئز منه النفوس وتروع القلوب وتكاد تطير منه العقول.

إنها مؤامرة دنيئة من أعداء المسلمين في كل مكان–وليس إسرائيل وحدها-لتدمير شباب الإسلام والإلقاء به في مهاوي التهلكة والضياع- بعد أن ضاع شبابهم وصاع وتخنفس وأدمن على المخدرات– فالشباب هم عدة الحاضر والمستقبل وواجب المربين من مختلف مواقعهم في البيت والمدرسة والمعهد والكلية واجب كبير ومسئولية ضخمة لحماية هذا الجيل والمحافظة عليه وإحسان تربيته ومنع سريان هذا الوباء في مجتمعنا بكل الوسائل.

فإلي الآباء والأمهات والزوجات والأخوة وأصدقاء الخير نوجه هذه الرسالة والله من وراء القصد.

معلومات أضافية

  • العــدد: 78
  • الزاوية: كل يوم إثنين
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي