نشرت جريدة المدينة الغراء ملاحظات عن أوضاع جبل النور بمكة المكرمة والمساكن التي أحاطت به وتساءل القارئ محمد الجعيد عن مصير السور الذي نشر عن اعتزام أمانة العاصمة القيام ببنائه حول الجبل حماية له من اقتحام لصوص الأراضي والجبال الذين أعيت أساليبهم في اغتصاب كل أرض تقع تحت نظرهم ولو كانت في جبل والتعدي بالبناء عليها ليلاً ونهاراً.
أعيت أساليبهم أمانة العاصمة وجميع اللجان التي تشكل من أجل منع هذه التعديات.. أساليبهم الشيطانية بالبدء بإقامة صندقة من الخشب والصفيح وشراء شاة أو شاتين وإسكان امرأة وامرتين ثم القيام بالبناء داخل الصنادق فإذا اكتمل البناء أزيلت الصنادق وأصبح البناء قائماً والتملك واقعاً.
ولكن القارئ انتقل بعد ذلك للتساؤل أيضاً لماذا لا تستغل شركة مكة للإنشاء والتعمير هذه المنطقة وتعمل على تطويرها وشيدت حولها استراحات ومنتزهات سياحية وقامت بتوظيف مرشدين وسيرت سيارات نقل لنقل الزوار.. إلخ..
ونحن نود أن نقول للقارئ الكريم أن شركة مكة للإنشاء والتعمير شركة محدودة الأهداف وهي تعمير ما حول المسجد الحرام لتوفير المساكن للحجاج من ناحية ولتطوير هذه المنطقة التي هى واجهة من واجهات المملكة يرتادها مئات الآلاف من الحجاج والزوار سنوياً ومسايرة باقي مدن المملكة كجدة والرياض في المظاهر الحضارية.
أما تطوير منطقة جبل النور فإني أحسبها من مسئولية أمانة العاصمة لوضع المخططات والأفكار التي يمكن بها صيانة هذا الأثر الإسلامي الخالد وتيسير الوصول إليه بأحدث الوسائل كالتلفريك للجبل والمواصلات للأرض وإتاحة الفرصة لحجاج بيت الله الحرام وكل زائر مسلم لهذه المملكة للوقوف على هذا الأثر الذي نزل فيه جبريل على سيدنا محمد بأول ما نزل من القرآن:(اقرأ باسم ربك الذي خلق..خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم)..هذا الأثر الذي كان يصعد إليه سيد الخلق على قدميه يتعبد الله ويتدبر في ملكوته قبل أن ينزل إليه الوحي..
أجل لقد كان المفروض أن تحميه أمانة العاصمة من هذه الإحاطة من المساكن التي تكاد تقتحمه بعد أن أحاطت به من كل جانب وتحيطه بسياج وتضع له المخططات وتقوم بتنفيذها كمورد مادي للأمانة يغذي صندوقها-بدلاً من الغرامات التي تفرضها على المواطنين.
ونحن مع القائلين بأن زيارة هذا الأثر الإسلامي أو غيره ليست مشروعة ولا مطلوبة ولكنها أيضاً ليست ممنوعة بل فيها نفع كبير وتذكير للمسلم بكيفية بدء هذه الدعوة ونشأة هذا الدين وما تجشمه رسول الهدي ونبي الرحمة من مشاق في سبيل ذلك.. وأقل أجر فيها هو أن يقول كل من وقف على هذا الغار– غار حراء-اللهم صلي على سيدنا محمد، فيصلي الله بها عليه عشراً.
أليست هذه حسنة يثاب عليها الساعي فيها خيراً إلي يوم القيامة؟!
سؤالان؟؟
أول السؤالين موجه إلي مصلحة الجمارك وهل هو صحيح أن بعض موظفي الجمارك يريدون إخضاع الكتب العلمية والدينية والأدبية لنظام الجمارك فيستوفون عليها رسوماً؟! إننا لا نتصور ذلك ونعتقد أن في الأمر لبساً أو سوء فهم فالكتب لا تخضع في أي بلد لترسيمها جمركياً..فما هي الحقيقة؟!
أما السؤال الثاني فإنه موجه إلي مديرية الشئون الصحية بمنطقة مكة المكرمة:"هل صحيح أن هذه المديرية قررت تحويل أكبر وثاني مستشفي بمكة المكرمة وهو مستشفي الملك عبد العزيز إلي عيادات خارجية ونقل أطبائه وجهازه إلي مستشفي النور الذي كان مفترضاً أن يكون مستشفي تخصصياً تفتقده مكة المكرمة من أقصاصها إلي أقصاها.
إن مستشفي الملك عبد العزيز بالزاهر يقع في موقع استراتيجي بالنسبة لمكة ويكاد يكون في وسطها ويخدم نصف مساحة مكة بدءاً من النوارية بطريق المدينة ومروراً بأحياء التنعيم والزاهر وجرول والنزهة والزهراء الرصيفة والطندباوي والهنداوية وشعب عامر والسليمانية والعتيبية وانتهاء بالنقا فهل يعقل أن يحرم سكان هذه المنطقة كلها الممتدة أكثر من خمسة عشر كيلو مترا من الخدمات الصحية-وخاصة حالات الطوارئ وحوادث السيارات لطريقي جدة والمدينة السريعين ويتوجب عليهم الرحيل إلي مستشفي النور الذي يقع في منطقة منعزلة في نهاية غرب مكة المكرمة ليقطع المسافة من الشرق إلي المغرب متخطياً عشرات إشارات المرور فلا يصل المريض إلي المستشفي إلا وقد فارق الحياة أو كاد؟!
من الذي قرر هذا؟! وهل سبقت ذلك دراسة متأنية لما يؤديه هذا المستشفي العتيد لكل هذه المناطق المحيطة به؟!وكيف يتحول المستشفي– مستشفي النور-الذي تعلقت به آمال أهالي مكة المكرمة ليكون مستشفي تخصصياً..يتحول إلي مستشفي عام..فهل من مجيب..؟!