لئلا يفسر كلامي تفسيرا خاطئا أود أن أذكر.. إنني لست ضد الجامعيين والجامعيات فأنا وإن لم أكن منهم ولكني أب لجامعيين وجامعيات وصديق ومعجب بالكثير من الجامعيين والجامعيات وأرى أننا في عصر العلم المتطور الحديث الذي لا يمكن أن يسود فيه إلا خريجي وخريجات الجامعات..
ولكن الذي أريد أن أعترض عليه وأراه خطأ ينبغي ألا نقع فيه بالتقليد هو هذه النقمة الجديدة في رؤوس وعلى ألسنة بعض المسئولين والتي تقول أننا يجب أن نطعم الدوائر والمصالح والأعمال الحكومية بالجامعيين وأن على أولئك الذين أفنوا شبابهم وأخلصوا لحكومتهم وبلدهم وقادوا العمل الحكومي في وقت لم يكن فيه غيرهم.. عليهم أن يتركوا أعمالهم ويخلوا الطريق للجامعيين ليحلوا محلهم قبل أن يدركهم سن الإحالة على المعاش.
إن تطعيم الأعمال الحكومية بالجامعيين له وسائل أخرى غير طرد هؤلاء بهذا الأسلوب الذي لا يليق بمن أخلص وعمل وأحسن إذ لا جزاء للإحسان إلا الإحسان فهناك أحدث الوظائف الجديدة التي تليق بالجامعيين.. وهناك بلوغ سن المعاش للعاملين القدماء وهناك التكريم بالاستغناء وإحالة الموظف القديم المراد إحلال الجامعي محله بكامل الراتب تطييباً لنفسه وحفاظاً على مركزه المعيشي وضماناً لاستمرار حياته وحياة أسرته على نفس المستوى بدلاً من الهبوط بذلك إلى مستوى يشعره بالجحود والنكران وخاصة أولئك الذين حافظوا على النزاهة والنظافة إبان خدمتهم.
هذا ما نرجو أن يكون موضع دراسة من يريد تطعيم جهازه الوظيفي بالكفاءات الممتازة من أبنائنا الجامعيين إذ ما زالت بعض الأجهزة ملأى بالمتعاقدين وما زال في وسع ديوان الخدمة المدنية والجهات المتخصصة من وسائل التحوير والتطوير في مسميات الوظائف بحيث تستمر الاستفادة من كل الخبرات السعودية بدلا من إحالتهم إلى المعاش قبل بلوغهم السن القانونية وهي بادرة خطيرة وسيف مسلول قد يستغله البعض للتخلص من الكفاءات المخلصة النزيهة بحجة التطعيم كما نخشى أن تحدث هذه الظاهرة الجديدة فجوة بين موظفي كل مصلحة أو قسم استشعر الفريق الآخر الخوف ودب النفور والكراهية من الفريقين دون أي مبرر ونحن جميعا أبناء بلد واحد وأمة واحدة.
وعلى من أوتي من ولاة الأمر سلطة استثنائية أن يتق الله في استعمالها والله من وراء القصد.