لا أدرى لماذا يتخبط بعض إخواني المطوفين في طريق الإصلاح في وجه كل خطوة إصلاحية رغم أن الأكثرية يشكون من سوء الحال ويطالبون بالإصلاح غير أن بعضهم سرعان ما يندفع وراء كل صارخ..
زارني لفيف منهم يحمل " مضبطة " استدعاء يجمع عدداً من التوقيعات يعترضون على التنظيم الجديد الذي تقوم به وزارة الحج وهو أولى الخطوات في سبيل قطع دابر السمسرة.. هذا القطع الذي هو أمنية كل مطوف بل أمنية كل موطن يحب وطنه ومواطنيه حينما يرى هذه الثروة الضائعة التي لا يدخل منها إلى جيوب المطوفين إلا الفتات.
زاروني يطلبون منى التوقيع معهم فحاولت أن اثنيهم بعد إقناعهم بوجاهة الفكرة وموافقتها لمصالحهم ففهم البعض واقتنع وأبى الباقون قائلين إننا نطالب بتنفيذ المرسوم.
قلت: أو لم تعترضوا على المرسوم أولاً؟ قالوا: بلى على جزء منه أما الجزء الخاص بحرية الحاج فهذا ما نريده ونطالب به..
قلت: وهل توافقون الآن على تنفيذ المرسوم؟! قالوا: فقط فيما يختص بحرية الحاج، قلت والباقي؟ قالوا: لا.. قلت أترون هذا معقولاً؟! قالوا: هذا ما نريد، قلت إنكم تعرقلون كل إصلاح وتسيئون إلى أنفسكم وأنتم لا تشعرون.. فخرجوا مغضبين..
ثم زارني فريق خر يحملون " مضبطة " أخرى عليها جمع من التوقيع مضمونها المطالبة بتحويل المطوفين إلى مؤسسات باعتبار ذلك هو الحل الوحيد لقطع دابر السمسرة..
قلت إني معكم في الفكرة من حيث المبدأ ولكنى أرى التمهيد بخطوات أولية تسبق التنفيذ وتكفل النجاح، قالوا: نريدها الآن عاجلة فقد أكلنا السماسرة وفينا من بلغ حجاجه المئات ومع ذلك نحن مدينين.. قلت الصبر طيب.. قالوا: صحيح.. ولكن التناحر على أشده والسمسار هو سيد الموقف ونحن الضحايا البريئة وزملاؤنا في المهنة لا يهمهم الكيف بل الكم.. حسب الواحد منهم أن يعد حجاجه بالألوف أما ربحه فليكن ما يكون خمسة ريال أو عشرون دون أن يرى الحجاج أو يروه، وما عليه إلا إرضاء السمسار.. السمسار الذي يزعم للحجاج أن المطوف هو المقصر وهو المهمل وهو المسئول.
ونسمع بأذاننا ونحن نعبر الشوارع عبارات السخط والذم يكيلها الحجاج للمطوفين بدون استثناء المطوفون فيهم: المطوفون يفعلون في الحجاج كذا.. المطوفون.. المطوفون.. إلخ.. ما في قاموس الشتم من صفات ونعوت جعلت الواحد منا يخجل من الاعتراف بكونه مطوفاً..
قلت ثم ماذا؟! قالوا: الإنقاذ.. الإنقاذ.. قلت: عليكم بوزارة الحج فعندها الدواء الشافي واتركوا الصراخ.
هذان نموذجان لما يدور في محيط المطوفين هذا العام أضيف إليه رسالة من مطوف كبير تلقيتها منه الآن يقول فيها:
" لقد تعبت هذه السنة في خدمة الحجاج كثيراً وفوقها الخسارة ولكنى تبت إلى الله وقررت وأرسلت لعموم من أعرفهم من الحجاج في مصر وسوريا والأردن بأني تركت الطوافة وتوبة إلى الله من هذه المهنة التي أصبح فيها المطوف ذليلاً ومهاناً فقد كان اسم المطوف قبل سنوات عظيماً و... الخ ".
ومن هذا نستنتج أن بين المطوفين فئة صغيرة جداً تستفيد من عدم التنظيم فائدة موقوتة تدفع المطوفين في اتجاهات مختلفة للبلبلة والتشويش.. يبحثون عن الثغرات في كل خطوة إصلاحية فيشوهوها ويشككوا المطوفين في النتائج المترتبة عليها ويؤكدون لهم أن المقصود منها هو الإضرار بهم يدفعونهم دفعاً.
وهذه رسالة أخرى من القارئ محمد بن ماسي من المسفلة يعقب فيها على ما سبق أن كتبته عن المطوفين والحجاج يقول فيها بعد كلام طويل.. فمثلاً نحن ثلاثون عاماً ونيفاً نستضيف حجاج دول أفريقيا السوداء، مقابل خمسة ريالات فقط لقاء خدماتنا لهم يعطيها لنا المطوف.. وقد أصبح مطوفوا أفريقيا الآن بالعشرات وهم لا يعرفون شيئاً عن حجاجهم ولا أين نزلوا؟ المهم ضمان المصلحة.. واستضافة السماسرة.. وإن كان بعضهم قد فتح مكتباً صورياً وعلق عليه لوحة وجعل له وكيلاً لا يعرف الحجاج أي شيء عنه.
فهذه الرسالة أيضاً تعطينا صورة صادقة عن الأوضاع الشاذة التي لجأ إليها بعض المطوفين لمجرد الكسب لا لخدمة الحجاج فعلاً وتدور أحاديث كثيرة حول حجاج البر وكيف يعاملون وخدمة الحجاج عموماً كيف تردت وأصبح من الواجب اتخاذ ترتيب حازم لوقف هذه التصرفات بما يكفل تحسين خدمة الحجاج وإكرامهم والحفاظ على سمعة البلاد وكرامة المطوفين وحماية هذا الدخل القومي المبدد على غير هدى ولا بصيرة.
هذا ما نرجو أن يفطن له المطوفون ويتجاوبون مع مشروعات وزارة الحج الإصلاحية ويجعلوا أصابعهم في أذانهم لئلا يستمعوا إلى الدعايات المضللة التي ينشرها أصحاب المصلحة في عدم التنظيم والله الملهم للصواب وهو الهادي إلى سواء السبيل.
خطوط البلدة
ما تزال شكوى الجمهور في نظام سير خط البلدة مستمرة نتيجة لعدم توحيدها في مؤسسة واحدة توجه سياراتها إلى مختلف الجهات بدلاً من هذه الخطوط المملوكة لأفراد يوجهونها حسب السوق والطلب.
وآخر شكوى من سير هذه الخطوط ليست من السائقين ولكنها من جنود المرور الذين يصرون على توجيه السيارات النازلة من العزيزية إلى الملاوي ولو كانت مزدحمة بالركاب لما في ذلك من تعطيل بدون أي فائدة فالسيارة الملأي بالركاب لا فائدة من دخولها إلى الملاوي وخروجها منه كما دخلت إلا تضييع وقت الركاب وإزهاق نفوسهم فهل لدى المرور من تعليل لهذا التصرف؟!
الاقتراحات المرتجلة
من الأخبار الصحفية هذا الأسبوع خبر نشرته جريدة البلاد الغراء يقول: أن بعض المواطنين تقدم باقتراح إنشاء مدرج خاص بجمرة العقبة بحيث تتحول نقطة الرمى إلى دورين.
ونود أن نذكره والذكرى تنفع المؤمنين باقتراح سابق مماثل بدئ في تنفيذه فعلاً ولكنه سرعان ما هدم وأزيل وذهبت تكاليف إنشائه سدى.
كما نؤكد أن القيام بأي بناء حول الجمرة سيضاعف من صعوبة الرمي ويحدث اختناقاً وازدحاماً وأن أفضل الأوضاع هو توسيع الفضاء حول الجمرة بقدر الإمكان بحيث يتأتى للرماة التحرك بدون صعوبة.
فحذار من الاقتراحات المرتجلة والمخططات التي ترسم على الورق.