السبت, 06 أغسطس 2011 23:56

صباح الخير

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

يذكر القراء ماذا كانت حالتنا الاقتصادية قبل أن يسند أمر إصلاحها إلى سمو الأمير فيصل ولى العهد ورئيس مجلس الوزراء. انهيار في سعر الريال.. نضوب في العملة الصعبة.. ديون ثقيلة في الداخل والخارج.. اضطراب في نظام الاستيراد.. غلاء فاحش وخاصة في المواد الغذائية والكسائية والدوائية.. فقدان للثقة بين بنوكنا وعملائها في الخارج. كل هذا نذكره ويذكره القراء معنا وكان موضع اهتمام وعناية جلالة الملك المعظم فرأى جلالته بثاقب بصره أن يسند معالجة هذه المشاكل والتغلب عليها إلى عضده الأيمن سمو الأمير فيصل ولى عهده ورئيس مجلس الوزراء وعلى الرغم من ثقل الأمانة وضخامة الحمل وصعوبة المهمة تقبل سموه هذه الثقة وأخذ يدرس المشكلة بل المشاكل من أساسها ويتعمق في أغوارها في جلد وصبر نادرين مستعيناً بالخبراء في الداخل والخارج، عاملاً في صمت مطبق للتغلب على العقبات وإزالتها واحدة واحدة. لقد عرف سموه أن منبع الداء هو التوسع في النفقات إلى درجة اختلت معها الموازين فأخذ يضغط ويضغط حتى وازن بين الواردات والنفقات بل جعل الأولى تفيض على الثانية، ثم راح سموه يعالج مسألة توفير العملة الصعبة وتنظيم الاستيراد والعمل على رفع قيمة الريال السعودي ووضع ميزانية ثابتة قوية للدولة فكان لسموه ما أراد بعد سهر وعرق وجهد مضن لم يعرفه إلا القليل من المتصلين بسموه وإن كان قد عرف الآن من الجميع بعد هذه النتيجة. كانت عملتنا منهارة ومقبلة على انهيار أكبر وترد أخطر فأصبحت لنا عملة قوية وأصبح الريال عزيز المنال. وكان غطاء نقدنا لا يزيد على 14% فارتفع إلى 51% وما زال في الارتفاع. كان نظام الاستيراد مرتبكاً وكانت الرخصة تظل في يد صاحبها شهوراً لا يستفيد منها فأصبحت الرخصة عبارة عن عملة صعبة في اليد لا في البنك فحسب.. كانت البنوك في الخارج تتخوف من التعامل مع بنوكنا فزال ذلك الخوف وأصبح ثقة بل رغبة شديدة في التعامل، واندفاعاً إليه. كانت حالتنا الاقتصادية في خطر والتجار في قلق والسوق التجارية في اضطراب فأمسى كل ذلك يأخذ مجراه الطبيعي من حسن إلى أحسن حتى تتلاشى تلك الظواهر وتعودا الأحوال إلى ما كانت عليه ولن يمضى على ذلك طويل وقت. وكانت علينا ديون في الداخل والخارج فسدد معظمها ولم يبق إلا القليل وهو في طريقه إلى التسديد. لم تكن لنا موازنة بالمعنى الصحيح فأصبحت لنا موازنة ثابتة أقيمت على أسس قوية من محاربة الإسراف والقضاء عليه والإنفاق فيما يعود على البلاد بالخير ويحقق المشروعات النافعة وبعمد.. فماذا تريد بعد ذلك؟! إننا واثقون من أننا قادمون على مزيد من التحسن والإصلاح ما دمنا قد تخطينا أكثر العقبات وأشدها فلنسأل الله مزيداً من التوفيق والسداد لولاة أمورنا. ولنحيي هذا الرجل الذي شاء الله أن يكون عند ثقة مليكه وحسن ظن شعبه. ونرجو الله لهما سداداً وتوفيقاً وقوة على الوصول بنا إلى ما نصبو إليه.

معلومات أضافية

  • العــدد: 3
  • الزاوية: صباح الخير
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: حراء
الذهاب للأعلي