الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 19:40

الكفاءات المهدورة – والأطباء الزائرون

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

وما دمنا بسبيل الحديث عن المستشفيات والأوضاع الصحية نود أن نشير إلى ظاهرة نعتبرها - نحن على الأقل - ظاهرة غير صحية هي استقدام بعض مشاهير الأطباء من الخارج للعمل في بعض المستشفيات الخاصة خمسة عشر يوما أو شهراً على الأكثر بتعرفة كشف نعتقد أنها باهظة ولا نتوقع لمثل هذه الزيارات الطبية القصيرة أية فائدة إلا على الأطباء الزائرين والمستشفيات المستزيرة فإنه من المعروف أن العلاج الصحيح لا يتم بمعجزة بل كثيراً ما يصادف عدم مناسبة الدواء للداء وربما زاده أحيانا ويحتاج الأمر إلى تغييره وقد يتأتى ذلك لمراجعي الطبيب الزائر في الأسبوع الأول، أما الزائرون بعد ذلك فإن عوضهم على الله فيما يدفعون من أجور كشف لا تعود عليهم بفائدة.

والذي يلفت الانتباه هو انتشار هذه الظاهرة وإسراف بعض المستشفيات في اللجوء إليها وتكرار وصول الطبيب الزائر أكثر من مرة في السنة وعند أكثر من مستشفي الأمر الذي يدل على أنها أصبحت مسألة تجارية محضة في بعض الحالات.

ونرجع ونعيد القول في مشكلة التفرغ لنقول أن في كليات الطب عندنا أطباء ممتازين وعلى درجات علمية أعلا من كثير من الأطباء الزائرين.. أطباء ينهون دوامهم في الكلية ومستشفاها ثم يجلسون في بيوتهم دون الاستفادة من أوقات فراغهم وكفاءاتهم وعلمهم في المجالات الطبية وتخصصاتها الهامة ولا أذيع سراً إذا قلت أن إمكانيات مستشفي جامعة جدة أقل من طاقات نفس أطبائه لسبب قلة الأسرة ونقص الإمكانيات البشرية المساعدة الأمر الذي يهدر كثيرا من طاقاتهم ويحرم المواطنين من الاستفادة منها وخاصة أنهم مقيمون طويلا ومن السهل تتبعهم لأحوال مرضاهم..

وما نرجون من معالي وزير الصحة بالنيابة هو دراسة هذا الموضوع مع أصحاب الخبرة والمختصين من رجالات وزارة الصحة وأساتذة الطب والخروج بقرار يتيح الاستفادة من هذه الطاقات المهدورة مع تمنياتنا لمعاليه بالمزيد من التوفيق والعون لتحقيق الآمال والله الموفق..

وعلى ذكر أوضاع المستشفيات عندنا فقد عقب خبير صحي على كلمتي السابقة عن أسلوب العمل في مستشفيات وزارة الصحة وعلل أسباب هذا التأخير بإيجاز في النقاط التالية:

1- سوء المباني بالخلط بين العيادات الخارجية والمستشفي والمفروض أن تكون العيادات الخارجية منفصلة عن المستشفي لإمكانية تنفيذ طريقة الإحالة من الطبيب العام إلى الطبيب الأخصائي.

2- ضعف الإدارة لأن الوزارة ليس عندها الكوادر الإدارية المدربة والمتمرسة ونتمنى أن ننبه الوزارة إلى هذه النقطة.

3- عدم منح مديري المستشفيات الصلاحية الكافية للصرف وشراء التجهيزات.

4- ليس مديري الشئون الصحية والمستشفيات هم المسئولون وحدهم عن القصور القائم بل أن أجهزة الوزارة نفسها شريكة بعدم الاستجابة السريعة لمطالب مديري الشئون الصحية ومديري المستشفيات لاستكمال تجهيزات المستشفيات ومعاقبة المقصرين.

معلومات أضافية

  • العــدد: 85
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي