رحلة العذاب هي رحلة الحج بالبر.. العذاب الذي يتجرعه كثير من الحجاج ونقع في حبائله نحن نتيجة للاستغلال والجشع وعدم الخوف من الله الذي يتصف به أكثرية من يسموا بالحملدارية أو قادة الحملات الذين يتولون تنظيم هذه الرحلات للحجاج من بلادهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
يبدأ هذا التنظيم في بلاد الحجاج بالإعلانات المغرية في التكاليف الرخيصة والاستعدادات الضخمة من وجبات غذائية ورعاية صحية وسيارات مريحة ومساكن نظيفة ومياه وفيرة إلخ..
وبعد أن يقع الحاج في شرك هذه الإعلانات ويستيقظ من الحلم الجميل تصبح السيارات خردة والرعاية الصحية مرضا والمساكن علب سردين والراحة تعبا والنظافة قذرة والوجبات الشهية حبات بسكويت وعلبة عصير وموزة كما تقول مجلة النهضة الكويتية على لسان أحد حجاج هذه الحملات.
فلا يصل الحاج إلى مكة إلا منهوكا متعبا وربما مريضا متوتر الأعصاب فلا يجد سكنا مريحا أو غير مريح بل يقضي أيامه في نفس السيارة أو في محطة حجاج البر في ظل السيارات.
وإن كان سعيد الحظ ووجد مسكنا كان في "العزيزية" أو الششه التي تبعد عن المسجد الحرام بضع كيلو مترات فيضطرون للذهاب إلى المسجد الحرام والإقامة فيه أو حوله أو قريبا منه في صورة مهينة، نوم في الشوارع وتحت الجسور وفي الانفاق ومنظر مؤذى ومعيق لسير الحجاج الآخرين.
هذا ما حكاه عن حملات حجاج البر بعض حجاج العرب وهو ما لا قوة من قواد حملاتهم فكيف ما يلاقيه الحجاج من غير العرب وهم لا يحسنون التعبير عن شكاواهم وقد رأيت بعيني قواقل منهم تقف في عرفات بسياراتهم عطاشا جياعا يتطلعون إلى شربة ماء أو لقمة خبز من إخوانهم المسلمين لأن قائد القافلة وقف بهم ولا خيام ولا ماء ولا سوق يشترون منه حاجاتهم فماذا يصنعون؟!
إن مشكلة السكنى في الشوارع والنوم بها والتي تسبب كبرى المتاعب لجميع الأجهزة المختصة لشئون الحج بما فيهم الحجاج أنفسهم يسببها هذا النوع من الحجاج ضحايا الخداع من الحملدارية ومن حقنا على الدول الإسلامية التي تسمح لحجاجها بالسفر برا أن نطالبها بوضع تنظيم لهذه الحملات والقوافل تحمي رعاياهم من الخداع والاستغلال ومساعدتنا على رعاية حجاجهم وأداء واجبنا كاملا فهل يستجيبون؟! نرجوا؟!