إنني أثني على كلمة أخي الأستاذ محمد أحمد الحساني بهذه الصحيفة التي استنكر فيها استقدام عمال بوذيين للعمل في بلادنا لأننا بلد لا ديانة فيه غير الإسلام والمفروض عدم السماح باستقدام عمال من الديانات الأخرى وخاصة الأديان الوثنية كالبوذيين والهندوس وأمثالهم لاسيما وأن إخواننا المسلمين في تلك البلاد في أمس الحاجة إلى مساعدتهم وتيسير سبل العمل لهم وهم أولى بذلك من أعداء الإسلام وعلينا أن نكون حذرين ويقظين مع من يعلنون إسلامهم بعد وصولهم إلى هنا، ولابد من وضعهم مدة طويلة تحت الاختبار الدقيق قبل منحهم لقب "مسلم" ومعاملتهم كمسلمين فقد عرف الإسلام منذ فجره وخلال قرونه الطويلة أنماطا كثيرة ممن تظاهروا بالإسلام واندسوا بين صفوفه مخربين ومدمرين ومفسدين ولقد كان للمنافقين في صدر الإسلام دور كبير في الكيد للإسلام والتحريض عليه ولكن الوحي كان لهم بالمرصاد ليفسد خططهم ومؤامراتهم، وهو غير موجود الآن، فلنكن على حذر.
منذ أيام تحدث لي متحدث فقال: أنه دخل يوما على أولاده الصغار فوجدهم يصلون بأسلوب جديد لا يعرفه فسألهم ماذا تفعلون؟! قالوا: نصلي. قال: ومن قال لكم أن هذه هي الصلاة؟ قالوا بسذاجة إنها فلانة وذكروا اسم الخادمة التي لديهم علمتهم هذه الصلاة التي تصليها هي مع كلمات وعبارات أدرك منها أنها صلاة مسيحية.
وحينئذ أدرك خطورة وجود خادمة أو مربية غير مسلمة في عقر داره وعزم على استبدال مسلمة بها ولا ندري كم من الآباء والأمهات ممن شغلتهم أعمالهم وأموالهم عن أولادهم فأضلتهم القادمات والمربيات.
إن السماح باستقدام الوثنيين للعمل في بلادنا له أخطار بعيدة المدى ورجاؤنا من سمو وزير الداخلية الذي عرفنا عنه الغيرة الإسلامية والأخلاقية الأمر بما يراه حيال اشتراط الإسلام في كل مستقدم للعمل وخاصة الأعمال البسيطة التي يندس أفرادها في المجتمع كالعمال والخدم و السائقين وما أكثر إخواننا المسلمين في مختلف أصقاع الأرض المحتاجين للعمل، وقصر جواز الاستقدام لغير المسلمين على الكفاءات النادرة ولا داعي لقصر هذا الشرط على المستقدمين إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة فكلنا مسلمون وكل أرضنا إسلامية وهي إن لم تكن محرمة دينياً فإنه ينبغي أن تكون محظورة عرفاً وحماية للدين والأخلاق في بلادنا المقدسة.