الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 19:20

لبنان... والعرب

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

كم كيلو مترا سوف ينسحب الجيش السوري من لبنان إذا وافقت سوريا على الانسحاب تنفيذا للاتفاق الذي تم بين لبنان وإسرائيل؟! وهل لهذا الانسحاب تأثير كبير على مركز سوريا العسكري تجاه إسرائيل؟!

من المعروف أن الجيش السوري الآن يرابط في البقاع من لبنان وعلى بعد كيلو مترات، لا أظنها تزيد على خمسة عشرة كيلومترا من الحدود السورية اللبنانية بينما يتغلغل الجيش الإسرائيلي مئات الكيلومترات في قلب لبنان وجباله.

فماذا يضير سوريا أن تسحب جيشها، هذا، ثم تقيم تحصيناتها وقوات دفاعها على أرضها عند الحدود اللبنانية مقابل أن يكسب لبنان خروج الجيش الإسرائيلي الغاصب من أرضه ويستعيد سيطرته عليها كما حصل في سيناء ويحصل مستقبلا - بإذن الله - في الضفة الغربية وغزة والجولان، إذا أثبتنا للعالم أننا لا نريد إلا أرضنا وأمتنا وسلام العالم.

وإذا كنا نحن العرب قادرين على محاربة إسرائيل وإخراجها من أرضنا بقوة السلاح فإن انسحابنا عن مواقعنا خمسة عشر كيلو مترا أو حتى عشرين لن يضعف قدرتنا، ولكننا أمام عوائق كبيرة لا نستطيع تخطيها إلا إذا أردناها حربا ثالثة – لو صدقت روسيا – أو حربا خاسرة إذا تخلت عنا كما تخلت من قبل.

إن مصر وهي أقوى من لبنان اضطرت لقبول اتفاقية كامب ديفيد من أجل استعادة أرضها السليبة بعد أن تأكد لديها استحالة الاستعادة بالحرب.

فلماذا نلوم لبنان وهو في وضع لا يحسد عليه بعد حرب أهلية دامت أكثر من ثماني سنوات دمرت الكثير فيه وتكاد تأتي على البقية الباقية؟ لماذا لا نساعده على الخلاص من براثن هذا العدو الشرس بشئ من التضحية؟

ألا يعد جلاء هذا العدو عن أرض عربية كسبا كبيرا يستحق شيئا من التضحية؟! أليست السياسة كالتجارة تخضع حساباتها للربح والخسارة وضرورة المقارنة بين الاثنين والرضوخ للخسارة إذا كان الربح أكثر؟! وأي ربح أكبر من الجلاء؟ أما القيود فإننا لن نعدم وسيلة لكسرها ولابد للقيد أن ينكسر في الوقت المناسب.

وهل يستطيع لبنان – وكلنا نعرف قدراته – أن يخرج هذا العدو اللدود بالقوة إذا لم يخرجه بالتضحية؟ ومتى؟

إن انسحاب العدو من الأرض خير كله فلنساعد عليه وإذا كان في بقية الاتفاقية ما له مخاطر وأضرار فلا بأس من معارضته والوقوف ضده، وقد يأتي ذلك في صالح لبنان ويتيح له مخرجا منه في المستقبل.

كما أن الدول العربية كلها مدعوة للأخذ بيد لبنان لإخراجه من محنته القاسية لا زيادة الضغط عليه، أو التخلي عنه فذلك من مولدات الانفجار.

ولنحذر روسيا وتحريضها ودعمها الكلامي والذي ألحق بنا أكبر هزيمة عام 1967 م، فقد أثبتت التجارب الماضية أنها هي ا لمعنية بقول الشاعر:

وفي الهيجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال

معلومات أضافية

  • العــدد: 72
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي