لا أستطيع ولا غيري أن ننكر القفزة الهائلة التي قفزتها وزارة الصحة في عهد معالي الدكتور غازي القصيـبي والتطور الملموس الذي طرأ على أجهزتها الإدارية والصحية فتلك أمور سجلها التاريخ وستذكرها الألسن دائما بالشكر والتقدير وخاصة البعد عن المركزية وإعطاء الصلاحيات لمديري الشئون الصحية والمرونة الأمر الذي حقق تلك القفزة المحمودة.
غير أن هناك الآن إحساس بالعودة إلى نوع جديد من المركزية كنا قد افتقدناه منذ عدة سنوات عندما أرادت وزارة الصحة جعل مديرية الشئون الصحية للمنطقة الغربية في جدة فقط وإلغاء مديريات الشئون في مدن الغربية كمكة والطائف وقلنا يومها أن هذا اتجاه غير سليم لتجريد العاصمة المقدسة من المراكز الحساسة وتحويلها إلى قرية تابعة لهذه المدينة أو تلك فبادرت وزارة الصحة يومذاك وقالت أن مقر المديرية سيكون مكة المكرمة وسيكون اسمها مديرية الشئون الصحية للمنطقة الغربية وشئون الحج فحمدنا الله على الرجوع إلى الحق وانتهى الأمر.
ولكن الفكرة بدأت الآن تطل برأسها من جديد دون أي مبرر سوى العودة إلى المركزية وتحويل الأجهزة الصحية بمكة إلى تابعة تنتظر اللفتات والإجراءات التي ستؤول إلى ضعف الفعاليات في الدوائر الصحية بها.
ونحن نرجو ألا يتم في العصر الذهبي لوزارة الصحة ما لم يتم مثله من قبل من أفكار لا تخدم المصلحة العامة بل تسئ إلى الأجهزة في هذه العاصمة المقدسة وتعوق تقدمها وربما تسير بها إلى الوراء لا سمح الله.