مرتزقة الثناء قوم - في رأيي - مرضى يحتاجون إلى علاج ولولا أنني أخشى أن يجعلني الأستاذ حسين سرحان ضمن المتحدثين عن - مختوم البامية - على حد تعبيره – لقلت إنهم مصابون بمركب النقص.
مرتزقة الثناء هؤلاء هم المفلسون مما يكتبون أو يعالجون من مشاكل فيلجأون إلى الثناء على فلان وتقريظ علان يستجدونهم مقارضة الثناء بالثناء لعل أحداً يدرى بوجودهم.
والذي نشأ مجهولاً أو مغموراً وظل كذلك رغم محاولاته "الدنكشوتيه" ليحس به الناس فلم يحس به أحد تجده أحرص الناس على استجداء الثناء أو حتى ذكر الاسم فقط.
والوقت الذي كان يمكنه أن يقول إن فلاناً هذا عالم جليل فيقول الناس معه آمين دون أن يسألوه آثار هذا العالم الجليل أو أن فلاناً محسن كبير دون أن يطلعوا بأعينهم على نتائج هذا الإحسان .. هذا الوقت قد ذهب إلى غير رجعة بهذا الوعي الثقافي الذي تفتح في جميع القراء ولم يعد في وسع جريدة أو كاتب أن يخدع القراء فيقولوا وراءه آمين وتستطيع أن تؤكد لمرضى النفوس من الكتاب أن القارئ – مهما كان بسيطاً – عندما يقرأ ثناء في غير موضعه أو ذماً مغرضاً يخرج لسانه ساخراً من الكاتب والجريدة التي تنشر مثل هذا الهراء.
وسنة الحياة الخالدة هي: أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.