لفت نظري إعلان قرأته في صحيفة الشرق الأوسط الدولية ذكر فيه عنوان المعلن عنه في جدة بأنه في شارع "عبد الله كاظم"، فلم أتمالك إلا أن أقول: رحمه الله فقد كاد الناس عندنا ينسونه أما الصغار منا فلا يعرفون من هو عبد الله كاظم.

أما نحن الذين عاصرناه فإننا نعرف الكثير من عصامية هذا الرجل وما قدمه من خدمات لبلاده – المملكة العربية السعودية – بصورة عامة ولمكة المكرمة بصورة خاصة عندما بدأ من الصفر في إدارة البريد والبرق والهاتف حتى صار مديرا عاما ثم تقاعد ولقي وجه الله راضياً مرضياً – إن شاء الله – فكل من عرفه يذكره بالخير دائما.

لفت نظري وقلت في نفسي غبطة لجدة أن مكة المكرمة أولى أن يتصدر أحد شوارعها اسم عبد الله كاظم فقد نشأ بها وعاش بها وعمل بها حتى لاقى وجه ربه وما أدري إن كان بيته الذي كان يسكنه في طلعة قلعة أجياد خلف عمارة الأمير مشعل التي يشغلها فندق خوقير أم أنه أزيل فيما أزيل عند إنشاء النفق.

وقد علمت أن الدكتور محمد سعيد فارسي عندما كان أمينا لمدينة جدة أطلق كثيرا من أسماء رجال المملكة الذين قدموا لها خدمات في مختلف المجالات تقديرا منه لأدوار هؤلاء الرجال.

وقد اقترح المجلس البلدي بمكة منذ سنوات طويلة إطلاق اسم الأستاذ عبد الله عريف على شارع الستين الذي كان مسكنه حال وفاته في أوله وقد حل محله الآن سوق العريف المركزي ولكن ذلك لم يتحقق.

والآن وقد ودعنا بعد الأستاذ العريف رجالا أفاضل قدموا لمكة المكرمة جليل الخدمات مثل الأستاذ أحمد السباعي والأستاذ أحمد إبراهيم الغزاوي. فإنني أعيد الاقتراح على أمانة العاصمة بإطلاق أسماء هؤلاء الرجال على شوارع من مكة المكرمة: عبدالله كاظم – عبدالله عريف.. أحمد السباعي.. أحمد إبراهيم الغزاوي.. السيد طاهر الدباغ.. وغيرهم ممن غابت أسماؤهم عن ذاكرتي.. ولا حاجة لانتظار اللجنة المشكلة لتسمية شوارع مكة المكرمة والتي مضي عليها أكثر من ثلاث سنوات وفي استطاعته أن يسند هذا الإطلاق إلى المجلس البلدي بمكة المكرمة وهو الذي قام بتسمية شوارع مكة المكرمة من قبل ولا تزال أسماؤه المعروفة كشارع الحجون وشارع عمر بن عبد العزيز وشارع عبدالله بن الزبير وشارع جرهم وشارع الخليل إبراهيم وشارع التنعيم وشارع حراء وشارع الهجرة وشارع ابن خلدون الذي أبدل بشارع أم القرى.. إلخ.

فهل يستجيب معاليه لهذا الاقتراح تقديرا لرجالنا السابقين.. تغمدهم الله برحماته وأحسن جزاءهم؟!