أي والله شر البلية ما يضحك فعندما سكت الرئيس العراقي عن مبادراته السخيفة التي كان يطلع علينا بها بين حين وآخر قام الأذناب والأتباع يطرحون مبادرات أسخف وآخر ما طلع به علينا أحدهم بمبادرة تخالف جميع قرارات مجلس الأمن والجامعة العربية ومؤتمر القمة ومنظمة العالم الإسلامي بل تقضى على كل المكاسب الدولية التي حصلت عليها الكويت برفض الاحتلال ووجوب الانسحاب مبادرة تقيم من الرئيس العراقي وصيا على الكويت دون أن يمنحه الشعب الكويتي حق الوصاية أو القوامة عليه لأنه شعب بالغ ناضج ربما كانت نسبة التعليم والثقافة فيه أكبر من نسبتها في العراق.
تقول هذه المبادرة المضحكة بخروج القوات العراقية من الكويت لتحل محلها قوات عربية لحفظ السـلام. وإلى هنا والكلام يمكن أن يكون مقبولا ولكن ماذا بعد.. ثم إجراء انتخابات جديدة في البلاد لإقامة نظام سياسي جديد في الكويت..
إن التحام الشعب الكويتي مع حكومته عقب الغزو والاحتلال أثبت بما لا يدع مجالا للشك رفض أي تدخل بين الشعب والحكومة وليس أدل على ذلك من رفض جميع السياسيين من مختلف التيارات الموجودة في الكويت تأليف حكومة أو إقامة دولة على أنقاض الدولة المحتلة الأمر الذي اضطر حاكم العراق أن يؤلف حكومة من ضباط الجيش العراقي الصغار من رتبة عقيد فما دون بعد أن ظل العراق عدة أيام يخفي أسماءهم ويصدر باسمهم البيانات والبلاغات.
فمنذ بضعة شهور جرت انتخابات في الكويت وتشكل مجلس وطني وحكومة جديدة وقامت معارضة لكنها عادلة لا تفكر في قلب نظام الحكم وتسعى إلى الإصلاح والتطوير لا أقل ولا أكثر فلماذا انتخابات جديدة؟! ولماذا نظام حكم جديد؟!
ولمصلحة من؟! ومن ذا الذي يملك هذا من خارج الكويت! إن الانتخابات وأحداث نظام حكم جديد شأن داخلي لا يدخل في نطاق المبادرات ولا الحلول إلا إذا كانت هناك خلافات داخلية إما أن يأتي متطوع من خارج الكويت المستقر الأمن ويطالب بإجراء انتخابات جديدة وإقامة نظام حكم جديد ويسمى ذلك مبادرة فإنه كلام مرفوض لا يقبله عقل ولا يستسيغه تفكير سليم لأنه أسلوب معروف لإيجاد حكومة عميلة يتخذها دمية يحركها لتكريس الاحتلال والذي يضحك أكثر فأكثر بل يميت من الضحك هو شمول هذه المبادرة على شرط أسخف منها وهو ربط انسحاب أو خروج القوات العراقية من الكويت بانسحاب وخروج القوات الأجنبية من الخليج وهو تدخل آخر في شئون دول الخليج المستقلة الداخلية لأن حق طلب انسحاب القوات الصديقة التي جاءت لمساندة القوات السعودية الصديقة والدفاع عن أراضيها من حق المملكة العربية السعودية وليس لأحد أيا كان حق في ذلك ولن تطلب المملكة العربية السعودية ذلك إلا إذا زال الخطر من العدوان عليها ممن لا يرعون في معاملاتهم ولا أخلاقهم ألا ولا ذمة.
فهل هي بادرة؟! أم نادرة يصح أن يحكيها العجائز للأطفال كي يناموا عليها؟! حقا إنها إحدى العجائب.