الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 13:24

حرب أم لا حرب

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

حرب أم لا حرب!؟ أينما أذهب تطالعني هذه العبارة فأعصر عقلي واستمطر أفكاري فأحتار بماذا أجيب؟

يزيد الطين بلة ما يردده على مسامعك بعض الخائفين في هذه الأمور هذا يقول أن المسألة من أولها إلى آخرها تمثيلية فكل ما نسمعه ونقرؤه ونشاهده إنما هو جزء من سيناريو التمثيلية وأن علينا أن نضع في بطننا بطيخة صيفي وننتظر إرخاء الستار بلا حرب ولا يحزنون ولكن الثمن باهظ جدا.

وهكذا نصبح ونمسي والسؤال قائم: حرب أم لا حرب؟! ويخوض آخرون فيما يذاع وينشر عن القوات العراقية في مواجهة القوات المتحالفة فمن قائل أن ما يقال عن القوات العراقية مجرد تهويل وتهويش فلا يعقل أن يكون العراق أقوى من أكثر من عشرين دولة من أكبر دول العالم جاءت يقضها وقضيضها لإخراج العراق من الكويت فأرهبها وأرعبها وجعلها تفكر ألف مرة قبل الإقدام على تحقيق هدفها وتتوسل إليه أن يخرج بالحسنى بدون حرب.

وهنا ترجح كفة القائلين أننا نعيش في تمثيلية متكاملة ولو كانت الأمور حقيقة لما ظلت أمريكا حتى ضياع آخر محاولة منها للسلم تعلن أن الأمل في تجنب الحرب ما زال قائما وواردا بالرغم من التبجح والغطرسة التي يعيشها حاكم العراق وممثليه.

والذين ينكرون إمكانية أن تكون المسألة تمثيلية وأنا منهم يحاولون تحليل مرونة أمريكا أمام تصرفات صدام ورضاءها بأمور كانت ترفضها أولا ثم وافقت عليها أخيرا حتى أصبحت أتصور أن تعلن عن أسفها واستعداد الرئيس بوش للذهاب إلى بغداد للتفاوض مع صدام.

ولكن أتصور أن سبب هذه المرونة هو عمق تفكير أمريكا مقابل سذاجة تفكير صدام حسين المهووس الذي لا يقدر نتائج هذه المغامرة التي يمارسها عبثا بمقدرات بلاده وسعياً وراء تحقيق مجد موهوم والسبب هو بعد نظر أمريكا لما يحتمل أن تصاب له مصالحها أولا وسمعتها ثانيا في ديار العرب والإسلام وما أكثر مصالحها ومصالح شعبها في مختلف أنحاء العالم عندما تقدم على تدمير العراق الذي هو جزء من العالم العربي والإسلامي ويملك القدرة الفائقة على إثارة الشارع في البلاد العربية والإسلامية داخل الدول العربية والإسلامية بما يبثه من أكاذيب ومغالطات لا أساس لها تمس الإسلام والمسلمين وهو كذوب مزيف.

ومن ثم فإن أكبر مفكر وأعظم سياسي في نظري على الأقل لا يستطيع أن يجيب على هذا السؤال إجابة حازمة والذي يبدو لنا والله أعلم أن المسألة لا تخلو من واحدة من اثنتين.

إما أن يكون صدام وقد يئس من تحقيق طموحاته وتحدد مصيره الذي هو مصير كل من سبقه من الطغاة ولا يريد أن يذهب رخيصا وضعيفا فقرر مثلما قرر نيرون من قبل علىّ وعلى أعدائي يا رب ويشعلها وليكن ما يكون.

وإما أن يكون ما زال متشبثا بالحياة والحكم وإنما هو يلعب مع أمريكا بالذات لعبة القط والفار وسيأتي قبل اللحظات الأخيرة بساعات ويعلن استعداده للانسحاب إذا ضمنت له الأمم المتحدة أو أية دولة كبرى يثق بها عدم الهجوم عليه بعد الانسحاب أو معاقبته على جرائمه في الكويت وهكذا فإن سؤال حرب أم لا حرب سيظل قائما بدون إجابة حتى اللحظة الأخيرة.

فالله المستعان وهو القادر على كل شيء.

 

معلومات أضافية

  • العــدد: 16
  • الزاوية: شمس وظل
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي