لا أدري هل بقي أحد في هذا العالم من قادة وزعماء وأفراد يشك في أن صدام حسين رجل مجنون يتصرف تصرف المجانين ولا يقدر مسئوليته ولم يعد يدرك ماذا يقول وماذا يفعل؟!
إذا لا أتصور ذلك بعد أن أشفقت عليه إيران وهو في النزع الأخير تريد انقاذه مما تورط فيه وكان المفروض أن يتعلق بأية قشة قبل الغرق ولكنه قد فقد عقله ويريد أن يهلك الحرث والنسل قبل أن يهلك هو.
إن الكارثة التي ستحل ليس بمنطقة الشرق الأوسط وحدها أو منطقة الخليج وحده ولكن بالعالم كله بعد أن أصبح العالم مرتبطا بعضه ببعض ومصالحه متشابكة إلى درجة يصعب الانفكاك منها. وإذا كانت أكثرية دول العالم أعلنت شجبها وإدانتها لهذا الطاغية المجنون فإن الإدانة والشجب لم تعودا كافيين بالنسبة لغير العقلاء وأصبحت عملية القضاء على هذا المجنون قبل أن يقذف بآخر ما في جعبته من جرائم تجر أفدح الكوارث على العالم ليست مسئولية الدول المتحالفة فقط بل مسئولية العالم كله وفي مقدمته الدول التي شجعته على العدوان وأيدته.
بل لا تزال ماضية في الدفاع عنه وتبرر جريمته الشنعاء لقد آن الأوان كي يشترك العالم كله في عملية ضرب هذا المجنون ضربة خاطفة قاضية في عقر داره مهما كانت محصنة فليس من المعقول أن يظل هذا المجنون سادراً في جنونه لا يلوي على شيء ولا يسمع لأحد ولا يتفاهم مع أحد ويريد بكل غطرسة وعناد أن يفرض رأيه على جميع دول العالم ومنظماته وشعوبه وحسبه أن يقول – زورا وكذبا – أن أية دولة كانت في الماضي السحيق تابعة للعراق ليستولى عليها وعلى أموالها ويطرد شعبها ليملأها بالعراقيين.
فهل من المعقول أن يظل هذا العالم كله تحت رحمة مجنون؟! أنا لست عسكريا ولا أفهم في الإستراتيجية الحربية شيئا ولكني من قراءة ما قرأت وسماع ما سمعت فإن هذا المجنون يختبئ تحت أرض العراق تاركا شعبه وجيشه للدمار والموت ولا أتصور أن العالم يعجز عن صيده كما تصاد الفئران لو حطت عليه كل القوات بكلكلها في جحره القذر وألقت القبض عليه وعلى بطانته الفاسدة وأنا واثق أن أحدا من خارج هذا الجحر لن يهب لإنقاذه بل سيهللون ويرقصون طربا للخلاص منه.
المهم أن تكون مفاجأة وقوية وقاضية مع تجهيز مثلها لعملائه خارج العراق ممن أعدهم للعون وجهزهم لمثل هذا اليوم حتى إذا رفع واحد منهم رأسه نزلت عليه الضربة القاضية في محله. وانتهاز فرصة حشد قواته وحرسه الجمهوري في الكويت وإشغالها بمناوشات جوية وبرية وبحرية حتى الإنتهاء منه وهي الأخرى بالتأكيد ستصفق لهزيمته والخلاص منه وتستسلم.
فهل يفعلوها؟! ويريحون العالم من كارثة لا يعلم إلا الله مداها.. إنا لمنتظرون.