الاثنين, 08 أغسطس 2011 14:46

شمس وظل

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لقد أصبحت ظاهرة التسول ظاهرة مزعجة مسيئة لسمعة البلاد التي تبذل أجهزتها الحكومية وأجهزتها الشعبية وتضافر أهل الخير من المحسنين من أبناء البلاد لسد حاجة الفقراء والمحتاجين من المواطنين وأصبحت لا تخلو مدينة في المملكة من وجود جمعية أو جمعيتين أو أحيانا ثلاث لتقديم المساعدات وإغناء المتسولين بالإضافة إلى الضمان الاجتماعى المنظم.

غير أن وجود الحرمين الشريفين في بلادنا واستغلال بعض الأجناس للقدوم للاعتمار أو الحج بنية التسول وجمع مبالغ لا يمكن أن يحلموا بها لو عملوا ليل نهار لما يتمتع به الشعب السعودي من حنان وعطف على الفقراء ووجود عشرات الآلاف من الحجاج والمعتمرين ممن تؤثر فيهم مظاهر وكلمات هؤلاء المتسولين ممن يتصنعون الإعاقة ويرتدون بالى الثياب وكل منهم يدعى مبررا للتسول فهذا ضاعت نقوده وهذا نشلت جيوبه وثالث انقطعت به السبل وهذا مريض أو عنده ابن مريض بأخطر الأمراض.. وهكذا مما يؤثر في نفسية المسئول فيخرج ما في الجيب ولو كان لا يملك غيره.

لقد استمرأ عدد من أجناس الحجاج هذه الوسيلة لجمع الأموال وتلطيخ جبين هذه البلاد والحجاج لا يعرفون عما إذا كان هذا المتسول من أبناء البلاد أو قادما إليها وأكثرهم يتعمد عدم إظهار لهجته والنساء يرتدين الحجاب السعودي ويحاولن تقليد اللهجة السعودية.

وأبشع صورة في هذا السيل من المعوقين ومتصنعي الإعاقة ممن يلفون سيقانهم أو أرجلهم أو أيديهم بالخروق ويطوفون بالبيت العتيق بين أرجل الطائفين حتى يتعثروا فيهم ولا يتركون المطاف إلا بعد أن يملؤوا جيوبهم بالمال وأصبحوا يفدون من الخارج في المواسم ثم يسافرون ويعودون لأن تذاكر السفر لا تكلف شيئا بالنسبة لما يحوي جمعه وأنا أعرف منهم شخصيا العشرات ممن أشاهدهم في كل رمضان يتسولون.

إن حملات مكافحة التسول لم تعد مجدية والذي يبدو أنهم لم يعودوا يهابونها إذ تدربوا على كيفية التخلص من رجال المكافحة بالدهاء أو الاستعطاف.

لابد من إجراء حاسم لوقف هذه الظاهرة التي تسئ إلى سمعة البلاد وأهلها ونحمد الله على وجود من يكفل فقراء مساكيننا إن لم يكن كلهم فجلهم ومن اليسير شمولهم عن طريق الجمعيات ومحو هذه الصورة البشعة من مجتمعنا.

معلومات أضافية

  • العــدد: 4
  • الزاوية: شمس وظل
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي