الاثنين, 08 أغسطس 2011 13:37

مهنة الطوافة كانت تجارة الحجاج بالرأس وسوقاً للسماسرة الذين يبيعون

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

من أجل أن نقف على حجم ما تقدمه الدولة من خدمات لراحة الحجاج اليوم يكن من المفيد أن نتعرف على ملامح من مظاهر الحج في الماضي وكيف كان يجد الحاج حاجياته الضرورية.. ومن أجل ذلك كان هذا الحوار السريع مع رئيس مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج البلاد العربية الأستاذ صالح محمد جمال وكانت تلك السطور عن ذكريات الماضي وواقع اليوم كما يرويها لنا.

§            في البداية سألنا الأستاذ صالح جمال عن الفرق بين الطوافة كمهنة في السابق واليوم..

ويجيب الأستاذ صالح جمال بقوله: الفرق في أعمال الطوافة بين الماضي والحاضر في الدرجة الأولى هو التنظيم الذي من شأنه أن يحقق لضيوف الرحمن خدمة أحسن ورعاية أفضل وهو الهدف من تحويل مهنة الطوافة من عمل فردي إلي عمل جماعي في ظل المؤسسات التي تشرف عليها وزارة الحج والأوقاف..

ولا شك أن حسن التنظيم بالخير دائماً فقد كانت خدمة الأفراد ينقصها التنظيم وكانت تختلف بين فرد وفرد حسب الإمكانات والخبرة.. وعندما كان عدد الحجاج قليلاً قبل الربع الأخير من القرن الرابع عشر وكان عدد المطوفين أيضاً قليلاً كانت خدمة الحجاج ورعايتهم تسير سيراً حسناً ويعتمد المطوف على تحسين خدمته ورعايته للحجاج في زيادة عدد حجاجه عاما بعد عام لتنمية موارده من هذه المهنة التي الأساس فيها حسن الضيافة وكريم المقابلة وكسب الأجر من الله أما بعد ذلك فقد غزاها من ليسوا من أهلها من الخارج والداخل وحولوها إلى تجارة.. سماسرة من الحجاج الذين سبق لهم الحج في صور مختلفة كقادة قوافل حجاج البر ممن يطلق عليهم "حملدارية" ومكاتب سياحة بالخارج "ومعاودية" يجمعون حولهم الحجاج ليبيعوهم على من يدفع لهم أكثر على الرأس من الحجاج وتنافس بعض المطوفين على الشراء بشكل مروع زاد من أعداد السماسرة وقوى من سلطانهم على حساب تردي الخدمة وانهيارها إلى درجة جعلت الحاج سلعة تباع وتشتري ولا تخدم بل تهمل وأتت على كل مصالح المطوفين ودخولهم وحولتها إلى جيوب أولئك السماسرة الذين أصبحوا يستأثرون بنصيب الأسد من مصالح الحجاج ويتركون الفتات للمطوفين ولم يبق إلا نفر قليل منهم ظلوا يعتمدون على تحسين الخدمة وكريم الاستقبال ورفضوا شراء الحجاج من السماسرة فصمدوا قليلاً فأخذت أعداد حجاجهم تتضاءل فتنقص بذلك مواردهم فمنهم من أضطر إلي المسايرة وقبل على نفسه أن يندحر ومشى على درب السماسرة وبقى قليلون متمسكون بمبدئهم حتى اندحروا وأستمر عدد حجاجهم يتضاءل ومنهم من ترك الخدمة وبحث له عن عمل آخر..

وشعرت أجهزة الدولة المشرفة على خدمة الحجاج والمطوفين وكانت مديرية للحج قبل أن تكون وزارة وكان هناك مشائخ للمطوفين مشيخة العرب أضيف فيها إلى العرب تركيا وإيران وافر يفيا غير العربية ومشيخة للجاوى اندونيسيا وماليزيا والفلبين وتايلاند وسنغافورة ومشيخة للهنود – الهند وباكستان وبورما وسيلان..             

وانبرى فريق من المطوفين الغيورين كالأستاذ احمد السباعي رحمه الله وآخرون للمناداة بالإصلاح وتقديم الاقتراحات المختلفة للحفاظ على هذا الدخل لفريق كبير من أهل مكة المكرمة من مطوفين وزمازمة وغيرهم وغيرهم من أهالي جدة والمدينة المنورة من وكلاء وأدلاء الذين تأثرت دخولهم بسطو السماسرة على مهنة الطوافة واستمرت تلك المناداة ربع قرن تقريباً حتى إنتهت إلى أفضل الحلول وأنفعها لجميع الأطراف الحجاج والمطوفين وسمعة البلاد وهي فكرة قيام المؤسسات حيث بدأت بطريق تدريجي تجريبي فأنشئت أولى المؤسسات في مطلع هذا القرن وتتابع أنشاؤها حتى اكتملت في عام 1405 ﻫ وأتت ثمارها في هذا العام حيث أوشكت تنظيماتها على الكمال وحفظت للبلاد ثروة قومية كانت تخرج في جيوب السماسرة وتحسنت خدمة الحجاج ورعايتهم كما تحسنت أوضاع جميع أرباب الخدمات.. وحظي الحجاج برعاية أفضل وتنظيمات لم يكن يوجد شيء منها من قبل فبدلاً من تشتت الحجاج بين المطوفين من الأفراد أصبحت لهم مكاتب محدودة تجمع كل جنس على بعضه وينتقل مع بعضه ولهم مقار معروفة بمكة المكرمة ومنى وعرفات ولا يضيعون عنها وإن ضاع مسن أو امرأة سيهتدون في الحال إلي مقارهم وأصبح من اليسير إشراف بلادهم عليهم وتفقد أحوالهم وحددت حقوقهم وواجباتهم وفرشت مساكنهم وجرى تكييفها وجهزت بكل حاجاتهم من المياه العادية والمبردة ووسائل النظافة ونظمت تنقلاتهم بين المشاعر وإلي مخايم موحدة مفروشة ووضعت المؤسسات رقابة مشددة على مكاتبها للتأكد من القيام بما يجب تماماً وحددت عقوبات وجزاءات صارمة على المقصر والمهمل من القائمين على الخدمة استطاعت وزارة الحج وأجهزة الدولة الإشراف على كل الخدمات والتفتيش عليها بعد أن أصبحت محصورة في مكاتب محددة ومواقع معروفة أستخدم الحاسب الآلي والكمبيوتر وأجهزة الاتصالات الحديثة السلكية واللاسلكية لسرعة الإتصالات وجهزت المؤسسات مراكزها بسيارات إسعاف ونقل موتى ودراجات نارية لخدمة الحجاج في أحرج الظروف.

وعن المراكز الصحية ومراكز الاستقبال أجاب:

للحجاج في أحرج الظروف أحدثت مؤسسة حجاج الدول العربية وحدات صحية متكاملة في منى وعرفات لإسعاف مرضى الحجاج ومصابيهم..

أنشأت كل المؤسسات مراكز استقبال خاصة بحجاجها على مداخل مكة المكرمة تستقبل فيها كل مؤسسة حجاجها لتبعثهم مع مندوبين إلى المكاتب المخصصة لخدمتهم أو منازلهم بدلاً من ذلك الوضع المؤلم الذي كان يدخل به الحاج إلي مكة المكرمة وفي كل سيارة حجاج لأكثر من عشرة مطوفين بيت أحدهم في الشرق والآخر في الغرب والثالث في الشمال والرابع في الجنوب فلا ينتهي توزيعهم على مطوفيهم إلا بعد أن تمضي الساعات الطوال وقد أنهك الحاج التعب وهد قواه السهر.. هذه بعض الفوارق التي تحضرني وأنا أجيب على عجل.

§            نسبة الحجاج لهذا العام وهل لها اتفاقية مع الدولة لتحديد العدد القادم.

-  يتراوح عددهم بين مائتين وخمسين ألفا وثلاثمائة ألف حاج تقريباً والمتوقع زيادتهم عن حجاج العام الماضي فقد تضاعف عدد حجاج ليبيا والعراق هذا العام وزاد عدد بعض الأجناس الأخرى..

-  لا تتدخل المؤسسة في تحديد عدد الحجاج من كل دولة ولكنها تتفق مع بعثة كل دولة على إسكان ورعاية وخدمة العدد الذي تحدده البعثة نفسها مهما بلغ عددهم.                                   

§             ما دور المؤسسة لو حدثت مخالفات من الحاج ودورها في ترحيل الحجاج؟

- ليس لدى المؤسسة أية إجراءات لمخالفات الحجاج ولكنها تطلب تدخل بعثاتهم للتصرف مع حجاجها أما المخالفات الاجتماعية كالجناية والإجرام فإن إجراءات ذلك منوط بالأجهزة الحكومية التي تطبق عليهم أحكام الله ونظم البلاد.

-  استقبال الحاج وإسكانه وتصعيده إلي المشاعر ثم ترحيله إلى بلاده مع الحرص على توفير كل وسائل الراحة له في كل خطوة من خطواته.

 -    الحجاج الذين لهم بعثات رسمية تحاط البعثة بذلك والذين لا بعثات تحاط  قنصلياتهم بذلك حيث لا تجد المؤسسة عناوين أهلهم.

معلومات أضافية

  • العــدد: 7405
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
الذهاب للأعلي