الاثنين, 22 أبريل 2013 17:08

الناصرية - في الجزائر

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

ما اقتحمت الناصرية قطراً من أقطار العروبة أو غيرها إلا أفسدت الحياة فيه وبذرت بذور الفتن وأثارت ثائرات القلاقل.

إن الحرب التي كان يخوضها الجزائريون مع فرنسا كانت حرباً مقدسة يعد المجاهدون فيها من الأبطال وكان الجزائريون حيث كانوا محل العطف والتقدير والتشجيع وكانت كل الشعوب العربية والإسلامية وغير العربية والإسلامية تنظر إلى قضية الجزائر كقضية من قضايا الحرية والكرامة وكان الجزائريون أنفسهم على قلب رجل واحد لا يعرفون الخلافات ولا التكالب على المناصب.

فماذا دهاهم بعد الاستقلال؟! ماذا جعلهم هكذا شيعاً وأحزاباً؟! لماذا شغلوا أنفسهم بمحاربة بعضهم البعض وإخراج هذا وإدخال هذا.. وتقريب هذا وإبعاد هذا؟

ما هذا الذي نسمعه بين حين وآخر من لقاءات بين الجزائريين بعضهم البعض بالسلاح والعتاد للهجوم والدفاع؟!

ولم هذه المحاكم التي تشكل عادة في الأقطار غير المستقرة.. بل لم يذق شعبنا العربي منذ أن ابتدعتها الناصرية في ديارنا طعم الاستقرار أكثر من عشر سنوات؟!

إنني والله – ما سمعت أو قرأت أخبار الجزائر بعد يوم الاستقلال. يوم النصر يوم الفرحة الكبرى.. إلا وشعرت بالأسى يغمر قلبي والأسف يحز في نفسي على ما آل إليه أمر هذه القضية التي ظللنا أكثر من سبع سنوات ونحن معها بقلوبنا وأرواحنا وكلما نستطيعه من عون.

لقد كنا نشعر بالألم يعصر قلوبنا يوم كان إخواننا الجزائريون يسقطون صرعى في ميدان الكفاح والجهاد ولكن سرعان ما يتجلى ذلك الألم عندما نتصور النتائج المشرفة لذلك الكفاح وتلك الدماء.

أما اليوم ونحن نسمع هذه الخلافات .. وهذا الوضع الذي تعيش فيه الحكومة الجزائرية.. وهذه المحاكم التي تشكل للتنكيل بكل مخالف في الرأي أو معارض للوضع على نفس الصورة البشعة والأسلوب المنكر الذي خلقته الناصرية في أرض الكنانة وتتلمذ عليها كل طامع في حكم مطلق ودكتاتورية قاسية..

أما اليوم فإننا نتألم ألماً لا عزاء فيه ونستنزل اللعنات على هذه الناصرية التي حلت في عالمنا العربي فغادره كل خير وأصبح ميداناً لسفك الدماء وإهدار الكرامات وسلب الحريات ونتجه إلى الله بقلوب مخلصة – اللهم أرح عبادك وبلادك وأرفع عنهم هذا البلاء..

معلومات أضافية

  • العــدد: 1190
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي