لا أكاد أجلس في مكتبي بمكتبة الثقافة مدى عشر دقائق إلا ويكون قد مر بي أكثر من عشرة متسولين يسألون في إلحاف وبأسمال بالية وقذرة تشمئز منها النفس ويخشى منها على الصحة.
وبقدر ما رأيت من مئات المتسولين لم أجد بينهم واحداً من أبناء المملكة بل أستطيع أن أجزم أنهم جميعاً من الوافدين من خارجها وما أريد أن أسمى الأجناس منعاً لمس الشعور ولكنى استطيع أيضاً أن أؤكد أن كل الحجاج – وهم غرباء – يعتقدون أن كل هؤلاء المتسولين منا سكان هذه المملكة.
والحقيقة التي لا مراء فيها أن المتسولين من أبناء البلاد ممن يحول عجزهم عن ممارسة أي عمل إما للشيخوخة أو العاهة نفر قليل جداً يمكن أن يستوعبهم ملجأ واحد تستطيع الحكومة أن تنشئه لهم وتضمن لهم أكرم حياة.
ولكن هذه السيول من محترفي التسول الذين اتخذوا من موسم الحج موسماً يخرجون إليه من بلادهم على هذه النية مستغلين رغبة الحجاج في اغتنام الإحسان في هذا الموسم الكريم يحول بين قيام الحكومة بهذا العمل.
إن بلادنا ولله الحمد تعيش في ظل حياة اقتصادية قوية والأعمال فيها متوفرة بدليل هذا العدد الضخم من الأجانب الذين يعملون في بلادنا في كل المجالات وليس من الحق أن تسمح لهؤلاء الوافدين أن يعطوا هذه الصورة المشوهة عن حالة البلاد الاقتصادية.
لذلك فإننا نقترح أن يصدر المسئولون أمراً – في هذا الموسم ليكون بلاغاً عن الموسم القادم – بتحريم التسول ومعاقبة كل متلبس به وافتتاح ملجأ يضم العاجزين عن العمل من السعوديين وترحيل جميع المتسولين من الوافدين إلى بلادهم بمجرد القبض عليهم.
ينبغي أن يصدر هذا الأمر في هذا الموسم ويطبق بعد الحج مباشرة بشدة ليبلغ الشاهد الغائب مع الإعلان بواسطة السفارات والقنصليات في الخارج أن التسول ممنوع في المملكة العربية السعودية وأن كل متسول يقبض عليه يسلم إلى ممثل حكومته في جدة لترحيله في الحال أو إلى واسطة النقل التي أحضرته لتعيده.
هذا ما نقترحه ونرجو من سعادة مدير الحج العام أن يتبناه فإن صيانة سمعة البلاد ومنع الأذى عن الحجاج من مضايقة المتسولين وإبراز مجهودات الحكومة في سبيل خدمة الحجاج.. كل ذلك من صميم اختصاصاته ونرجو له التوفيق.