هل تريد من جيش التحرير أن ينصرف من جهاد فرنسا إلى جهاد الشعب الجزائري فيحترف السياسة كما احترفتها شرذمة الناصرية؟!
إن جميع أبواق الدعاية الناصرية بدأت تردد هذه العبارة.
«مهمة جيش التحرير لم تنته بعد .. الاستقلال ليس نهاية الثورة .. وإنما بدايتها».
ماذا تعنى بهذه الشعارات التي ترددها لتضرم النار بين الجيش والزعماء السياسيين؟!
إن مهمة الجيش قد انتهت فعلاً بطرد الاستعمار وبقيت مهمة رجال السياسة للسير بالبلاد في طريق الحرية والديمقراطية.
ليست الثورة الجزائرية ثورة جيش فحسب ، إنها ثورة جيش وشعب .. وقد أدى الجيش واجبه وانتهت مهمته وآن له أن يعود إلى ثكناته إن أراد البقاء لحمل السلاح أو إلى العمل داخل صفوف الشعب مجرداً من السلاح ، لأن العمل الشعبي ينبغي أن يتم في نطاق الحرية والديمقراطية بعيداً عن الدكتاتورية التي تنفذ أعمالها – أو تخريبها على الأصح – بقوة السلاح لقد انتصر الشعب الجزائري بعد معركة طاحنة مريرة مع الاستعمار الفرنسي أنهكته أو كادت.. فهل تريد الناصرية بشعاراتها التي تحاول تلقينها لبعض الجزائريين لتضليلهم أن تشعلها حرباً داخلية على السلطات والحكم بين الجيش والشعب وتمضى السنون دون أن تتمكن الدولة الجزائرية من ضمد جراحها وتقوية كيانها والسير في ركب الشعوب الحرة الناهضة؟!
إننا نناشد الناصرية أن تدع هذه الدولة الفتية المسلمة لتمضى في طريق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية على أسس من إسلامها وعروبتها ولتهنأ الناصرية بنظام حكمها العسكري الذي أمضى جيشها فيه عشر سنوات وهو يزداد توغلاً في نظام الحكم – بل نظام الحياة والمعيشة – حتى لم يعد للشعب إلا ترديد اسمه وارتكاب كل جريمة نكراء تحت ستاره.
لتهنأ الناصرية بنظام حكمها الفريد الذي أباح للجيش احتراف السياسة بحكم القانون مخالفاً لذلك كل دساتير العالم على مختلف مشاربها ، ولتترك الجزائر وشعب الجزائر يختارون لون الحكم الذي يرونه.
ولتترك المغالطات وتزييف الشعارات، فالاستقلال حقاً ليس نهاية للثورة.. ولكن ثورة الشعب لا ثورة الجيش.. فثورة الجيش قد انتهت وآن له أن يستريح ويعطى القوس باريها.
فهل تسمع الناصرية أم تظل تؤجج نار الفتنة بين قادة الجزائر وزعمائها فتحتضن مبادئ فريق وتشن حملاتها على فريق؟!