· المؤسسات لم تستكمل بعد أجهزة إدارتها المختلفة ولا أجهزة تحريرها ولا مطابعها
· افتقدت في صحافة المؤسسات تحديد المسئولية والإسراع في اتخاذ القرارات
هل نجحت صحافة المؤسسات؟ إذا كان الجواب بالإيجاب فما أبرز دليل على ذلك؟
وإذا لم يكن الجواب بالإيجاب، فلماذا؟ وبالتالي ما هي الوسائل والعوامل التي ترون في توفرها ما يساعد على النجاح هذه الصحافة؟
كتب الأستاذ فيصل الشهيل نائب مدير مؤسسة الجزيرة ملخصا رأيه بقوله:
لا شك أن صحافة المؤسسات قد قطعت شوطا لا بأس به في الصحافة أكثر من صحافة الأفراد ولا يزال أمامها عقبات سيتغلب عليها في المستقبل إن شاء الله.. وقد تكون الميزة الوحيدة التي كنت أفضلها في صحافة الأفراد هي تحديد المسئولية والإسراع باتخاذ القرارات.. بعكس ما هو موجود حاليا في إدارة المؤسسات من تطويل وعدم تحديد المسئولية بدقة.. وقد يكون ذلك ناتجا عن كونها في أول الطريق وأن المستقبل كفيل بالقضاء على ذلك..
ويرجع تفضيلي لصحافة المؤسسات لكونها جماعية لا فردية تعبر عن آراء وأفكار مجموعة من المواطنين يدفعهم إخلاصهم لتحقيق الصالح العام.. وابتعادها عن المهاترات الشخصية.. والعوامل النفسية الفردية وبالتالي.. فنفعها أهم وأشمل ماديا ومعنويا.
وكانت إجابة الأستاذ حسن عبد الله القرشي:
المفروض أن تنجح صحافة المؤسسات وتحقق الغرض الذي هدفت إليه الدولة من وراء تنظيمها.. فتعاون فئة قوية من الناس هو أفضل في الحقيقة من مقدرة فرد مهما كان مستوى ذكائه وجهده وتحمسه.
ولكن المؤسسات لم تستكمل بعد أجهزة إداراتها المختلفة ولا أجهزة تحريرها ولا مطابعها حتى الآن وبعض الصحف اليومية ليس لها رؤساء تحرير مسئولون.
واعتقادي أن من مصلحة كل مؤسسة أن تكون لها مطالبها الخاصة بها حتى تستطيع أن ترسم خطة صحيحة لسياسة المستقبل وضمان أدوات النجاح وإبراز الصحف والمجلات التي تعهدت بإبرازها لجمهور القراء.
ولعل من الخير كذلك أن تدرس بعض الآراء التي لها وزن في صحافة المؤسسات ولا شك أن هناك آراء حرية بالبحث تضمنتها محاضرة الأستاذ الصديق عبد الله القصبي التي ألقاها في المعسكر الكشفي الثقافي بجدة، فلا يطهر بريق الحقائق إلا من احتكاك القراء.
وكتب الأستاذ عبد العزيز العبد الله التويجري رئيس تحرير "القصيم" سابقا يقول:
في الواقع أن هذه الخطوة التي خطتها وزارة الإعلام لتحويل دور الصحف إلى مؤسسات عامة.. خطوة.. كان لها أهدافها.. ومقاصدها النبيلة، لحق صحافة جديدة في ترتيبها.. قوية في مادتها.. صادقة في خبرها.. باستطاعتها أن تعطي الانعكاسات والمثل لبلادنا الفتية.. ونظام المؤسسات.. قد بسط السبل.. ورسم الطريق لما يجب أن تكون عليه صحافة المؤسسات إلا أنني أعتقد أن أكثر هذه المؤسسات لم تلتزم بنظامها الخاص.. وهي الآن في طريقها إلى اعتناقه ولهذا أعتقد أنني غير مجحف في حقها إذا قلت الآن.. إن النجاح بمعناه الحقيقى.. والذي كانت وزارة الإعلام تستهدفه لها.. حتى الآن لم تحققه.
ولعل من أبرز الدلائل على صحة هذا الاعتقاد:
1- التبويب والإخراج، لكل صحيفة.. هو الآن على ما هو عليه من قبل.. والجديد الذي حدث فيها الاكليشهات والمسميات فقط ومعذرة.
2- لم تستطع الأقلام الجديدة أن تغير من مادة هذه الصحافة.. وأن تجدد في خبرها صياغة وأداء.
3- لم تتوفر في الجمعيات العمومية لهذه المؤسسات... مقومات الصحافة فنا وخبرة وكفاءة.. ولهذا فهي تنظر إليها كورقة رابحة.. وما بعد ذلك فهي المكاسب الصحفية.
4- ولعل من أبرز أسباب ذلك عدم التزامها باشتراطات وسند نظام الصحافة الجديد والذي يقتضي افتتاح مكاتب خارجية.. والاشتراك في وكالات الأنباء وتطويرها طباعة.. وخبرا.. ومادة؟ هذه مجتمعة أضعها أمامي وأنا أصدر ذلك الحكم الذي قد يقال أنه نيل.. وإجحاف، وذلك ما لا أريده.
أما الوسائل التي تؤدي إلى تحقيق النجاح.. فهي الالتزام بتنفيذ ما رسم لها.. ثم أن توضح.. أولا وقبل كل شيء.. وسيلة لغاية شريفة نبيلة.. تحقق لنا ولبلادنا مكاسب صحفية.. عالمية.. بحيث تخترق السور الذي ضربته على نفسها.. إلى معركة خارجية.. مع زميلاتها الصحافة العربية.. وذلك يتطلب أولا تدعيمها بالكفاءات والخبرات التي تمكنها من تحقيق تطويرها ثم وفي ذلك السبيل أرى أن من واجب ذلك أن تقوم المؤسسات بابتعاث العدد الكافي من العاملين فيها.. والذين يقع عليهم الاختيار.. في دورات تدريبية.. وبعثات دراسية للتخصص في ميادين الصحافة وفي مؤسساتها العالمية.. لتكون وعما قريب حققت لنفسها الاكتفاء الذاتي.. المرهون بالخبرة والكفاءة.. وغير ذلك من الوسائل كثير قد يأتي عليها بعض من تستطلع (المدينة) آراءهم في ذلك.
وكتب الأستاذ محمد بن عباس عضو مؤسسة الجزيرة ونائب رئيس تحريرها يقول:
الحقيقة أن الدولة حين حولت امتياز جميع الصحف من الأفراد إلى جماعات توافرت فيهم عناصر ومقومات الوعي والإدراك لهذه المسئولية، فإنها كانت تنشد من وراء ذلك تطوير صحافتنا إلى حد يتمشى وما وصلت إليه البلاد من تطور في مجلات عدة، وما يتحتم على هذه الصحافة من مسئولية أكبر نحو هذا التطور سواء في مجال التعليم، أو الصناعة أو التوعية الاجتماعية على نطاق أوسع وأشمل مما كانت عليه في سيرتها الأولى..
وأستطيع القول بأن هذه الجماعات المختارة، والتي أنيطت بها مسئولية الإشراف على نتاج صحفي متكامل بمعنى الكلمة، ينبئ عن كل مدى خطته بلادنا السعيدة في مجالات تطورها قد أدت رسالتها على نحو متزن..
وربما أن هناك بعض الأسباب المنحصرة في الإمكانيات المادية التي يتوفر من ورائها إمكانيات طباعية عصرية وسم سير هذا التطوير بالاتزان خلال سنتها الأولى هذه.
أما من أبرز الأدلة على هذا التطوير المتزن في صحافة المؤسسات في بلادنا، نعدد ألوان الصحف السيارة التي صدرت عقب هذه الخطوة المباركة منها اليومية والأسبوعية. كما أن النوايا الجماعية في جل هذه المؤسسات معقودة على امتداد هذا التطوير إلى حدود إصدار صحف يومية أخرى، ومجلات تعنى بشئون العلم والأدب والاجتماع.. كلها نوايا طيبة تطابق سيرها المتزن حين التزمت بتعريف هذا السير..
ولا تفوتني هنا نقطة على جانب كبير من الأهمية هي: إصدار نظام موحد للصحافة في متناول جميع المواطنين، يلتزم فيها المؤسس بتأدية رسالته على وجه يرضي المواطن, ويرضي بلادنا وخطواتها التطورية في عهد الفيصل السعيد، ثم ضمان حقوق العضو المؤسس ضمن مجموعته التي انتمى إليها ضمانا أكيدا في محيط نشاطه كعضو مؤسس، وأخيرا، إشعار صحافتنا بالمسئولية الضخمة الملقاة على عاتقها تجاه بلادنا في أنباء العالم بمدى ما وصلنا إليه في محيطنا الداخلي من تطور..
وهناك عنصر يعود ثانية على صحافتنا بإمكانياتها الحالية التي وصلت إليها، ألا وهو إدخال عناصر الاستطلاعات عن أجزاء مختلفة من بلادنا المتطورة، ونشر التحقيقات العالمية – وإن كانت مترجمة حاليا – ولكن هذا لم يكن موجودا بصورته الحالية في صحافة ما قبل المؤسسات، بل إن جل هذه المؤسسات حسب ما نقرأ عنها، وما نسمع به..
تفكر جدياً في افتتاح مكاتب في الخارج تعتمد عليها في مدها بالتحقيقات العالمية لفتح نافذة جديدة للقارئ السعودي في هذا المجال.
كل هذه وغيرها مما يتحتم على المؤسسات الالتزام به حسب نصوص نظام المؤسسات الصحفية الصادر عند إنشائها، والمتضمن كل ما من شأنه تطوير الصحافة التي أولاها وضعها في يد مجموعات مختارة من المواطنين في بلادنا السعيدة.
أما الوسائل التي أرى في توفرها عاملا لنجاحها فهي تتلخص إجمالا في عاملين:
أولهما: إيجاد المطابع الحديثة لكل مؤسسة بحيث تفي بالتزاماتها الطباعية من صف حروف، وآلات زنكوغراف، وطباعة، وسواها. وهذه في تكاليفها مجملة لا أعتقد أن باستطاعة أية مؤسسة ناشئة وفي تجربتها الأولى، توفيرها في مدة سنة أو سنتين حتى ولو بقيت إيرادات الصحف من