ولد بمكة المكرمة سنة 1338ﻫ وتلقى علومه بالمعهد العلمي السعودي بمكة أيضاً وعمل الأستاذ صالح موظفا بالقضاء من عام 1354 إلى عام 1365 ثم اشتغل بعد ذلك في الصحافة، فعمل أول ما عمل فيها محاسبا ثم مدير لجريدة البلاد السعودية فمشرفا على الإدارة والتحرير.. وفي سنة 1376 أصدر سيادته جريدة "حراء" ورأس تحريرها. ثم أصدر جريدة "الندوة" في سنة 1378 ورأس تحريرها أيضا إلى أن تحولت إلى مؤسسة جماعية كما هي الآن. واليوم يشرف سيادته على تحرير مجلة التجارة والصناعة التي تصدر عن الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة.
وانتخب الأستاذ صالح محمد جمال ثلاث مرات لرئاسة المجلس البلدي بمكة وما زال رئيساً له.. كما انتخب عضوا في مجلس إدارة الغرفة التجارية ثم أمينا عاما لها وما زال.
ومن الناحية الاجتماعية، أسس سيادته مكتبة الثقافة بمكة عام 1364 ثم مطابع دار الثقافة في عام 1377 وأسهم في كثير من المشاريع الأدبية الاجتماعية الوطنية، فلم يكن هناك أي مشروع خيري أو اجتماعي أو وطني إلا وتجد الأستاذ صالح في مقدمة الصفوف العاملة والبارزة بالنفس والنفيس والوقت والجهد للعمل وإنجاح تلك المشاريع.
ومن الناحية الأدبية، ألف سيادته كتاباً عن مناسك الحج بعنوان "دليل الحج المصور" كما أصدر منتخبات من كتاباته الصحفية في كتاب بعنوان "من أجل بلدي: وقد مارس سيادته الكتابة الصحفية في شتى وسائر الصحف والمجلات العربية السعودية ولا زال يسهم بقلمه القوي الأمين في كثير منها رغم مشاغله الجمة، ومع ذلك تسمع له في أكثر الأحيان من الإذاعة العربية السعودية يتحدث إلينا فيها أحاديث ماتعة.
هذا هو الأستاذ صالح محمد جمال – أحد رجال صحافتنا المخضرمين – في اختصار ومن ناحية عامة.
أما هو كما عرفته أنا شخصياً، وقد أسعدني الحظ أن أعمل عنده في تحرير جريدة الندوة – سابقاً – فترة من الزمن.. فقد ألفيت الرجل، بعيد النظر سامي الفكر كبير القلب رحيب الصدر، جم الثقافة واسع الاطلاع نزيهاً نظيفاً عفاً متواضعاً إلى أبعد الحدود.. أما عن دينه.. أم عن خلقه، فحدث ولا حرج.
ولا زلت أذكر حتى اليوم وإلى الأبد، حديث شخصية كبيرة في خلقها وأدبها وعلمها ومرتبتها الاجتماعية والعملية.. حدثتني تلك الشخصية يوم قدمت من الرياض وقد تركت العمل في آخر صحيفة كنت أقوم بالعمل الصحفي فيها.. حدثتني تلك الشخصية، وقد علمت أني جئت من هناك لأعمل محرراً في إحدى صحيفتين من صحف جدة.. حدثتني قائلة: إذا أردت الخلق والثبات على المبدأ، والتقدير للعمل، وأداء الحقوق.. فإليك بالأستاذ صالح محمد جمال. وإليك بجريدته الندوة النظيفة الحصيفة.
يكفي هذا، ولا أحب أن أذكر الرجل أكثر من ذلك فأخجل تواضعه.. وكل رجل من رجال صحافتنا الأقوياء الأمناء، عزيز عليّ، حبيب إلى قلبي، ولم ولن أغمطهم أو أبخسهم حقهم، فهم خليقين بكل إجلال وتقدير جديرين بالصدارة في كل مجال من مجالاتنا الأدبية الاجتماعية الوطنية.
شوقي