يبدو أن الذين يضعون برامج التلفزيون العربي السعودي يفترضون أن المشاهدين كلهم أو جلهم على الأقل خريجون من جامعة اكسفورد أو جامعة السوربون فيكثرون من عرض الأفلام الأمريكية والفرنسية حتى البرامج المحلية كإخترنا لكم أو مجلة التلفزيون يلاحظ عليها أن أكثر موادها بغير العربية.. بل حتى الصفحات الفكاهية أو الأركان الضاحكة تقدم للمشاهدين باللغة غير العربية، والروح غير العربية أيضا.
لقد شاهدت أثناء زيارتي للظهران برامح تلفزيون أرامكو فوجدت أفلاما عربية وأفلاما أمريكية ناطقة بالعربية وشاهدت برامج تلفزيون الكويت فوجدت أكثرها عربية أو ناطقة بالعربية.
أما نحن هنا وليس بيننا من يفهم اللغة الإنجليزية والفرنسية فهما صحيحا إلا الفرد اليسير واليسير جدا فما أكثر الساعات التي تصرف فيما يقدم بغير العربية.
إن الأولاد والصغار منهم بالذات يصرون على مشاهدة البرامج غير العربية ولو لم يفهموها لأنهم لا يجدون غيرها فيضيعون وقتهم ويغشون أبصارهم فيما لا فائدة منه ولا جدوى.
إن التاريخ العربي والإسلامي كلاهما ملئ بالقصص والحكم والدروس التي يمكن كتابتها وإخراجها وتصويرها وليس شرطا أن يكون ممثلوها من الممثلين المحليين فإن إذاعة لندن تخرج كثيرا من القصص العربية بواسطة ممثلين الدول العربية.
إن إمكانيات التلفزيون العربي السعودي وما رصدته له الدولة كفيلة بتحقيق مثل هذا العمل.
التلفونات
كل من لاقيت يشكو التلفونات وموظفي السنترال مع الاعتذار للشاعر العربي الذي يقول:
كل من لاقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن؟
والأمر لا يخلو من احتمالين:
إما أن تكون قد ارتفعت روح اللامبالاة عند موظفي السنترال فأصبحوا لا يهتمون بتذمر المشتركين أو شكواهم.
وإما أن تكون آلات السنترال قد أدركها الخلل والقدم ولم تعد مصلحة الهاتف تهتم بإصلاح ما خرب منها اعتمادا على قرب تشغيل الهاتف الآلي الذي يرونه هم قريبا ونراه نحن بعيدا..
وكلا الأمران أحلاهما مر فما أكثر ما ينادي المرء ويظل يدير آلة التلفون وبعد لأي يرد الموظف مدعيا أن النمرة لم تسقط لديه إلا في تلك اللحظة..
وكثيرا ما يقول لك : "ازهم عليه" فلا يجيبك تلفون من طلبت وأنت متأكد أن تلفونه صالح.. وأنه بجانبه.
وما أكثر ما تكون متحدثا مع آخر في التلفون فيطلع شخص آخر يكون طالبا لك أو تنقطع المكالمة لأن شخصا آخر اتصل بمن يقابلك على الخط.
كل هذه الأوضاع تجعل الهاتف عديم الجدوى في أكثر الأحيان ويؤثر الإنسان أن يقضي حاجته على قدميه لأن ذلك أسرع من قضائها بالتلفون وهي من المفارقات العجيبة.
وتزداد خطورة هذا الوضع عندما تكون المكالمة هامة أو خطيرة كطلب مطافئ أو إسعاف أو نجدة وليثق المسئولون أنه لا فرق عند موظفي السنترال بين مكالمة ومكالمة لأن الوضع – كما أسلفت – ربما لم يكن منهم بل من الآلات التي بين أيديهم وهم عاجزين عن الإعتذار الصريح. فهل لنا أن نطلب من سعادة وكيل الوزارة لشئون البرق والبريد والهاتف وهو من الفنيين في هذا المجال أن يتولى بنفسه دراسة المشكلة والتحقيق فيها وإزالة أسباب الشكوى؟!
نرجو منه ذلك .. ونرجو له التوفيق.