هذه المعركة – معركة الحق والباطل – التي تخوضها الصحافة السعودية ومن ورائها كل الشعب السعودي ضد الإفتراءات والتزييفات والتلفيقات التي تكيلها صباح مساء أبواق الدعاية الناصرية للبلاد حكومة وشعبا وصحافة هل تعتبر خاصة بمنطقة دون منطقة من مناطق المملكة؟ أم أن المملكة جسد واحد ينبغى أن تلتقي أحاسيسه ومشاعره؟!
طالما ألح على هذا الخاطر وأنا أرى بعض صحافة المملكة لا تكتفي بأن تقف موقف المتفرج الشامت بل تمعن في التعقل فتنصح بالصبر على الأذى وغض السمع عن المكروه والإنصراف إلى الشئون الداخلية بحجة رتق الفتق وتضييق شقة الخلاف.
وفوق هذا وذاك إذا أضرب عمال المطابع فيها لا تنشر الخبر من عندها بل تنشره تحت لفظ: أذاع راديو مكة!! وكأنما تشكك القراء في صحة الخبر لأنها تنقله عن راديو مكة ولا تستطيع أن تؤكد إن كان صحيحا أو لا مع أن العمال الذين أضربوا عن العمل هم عمالها!!
إنها لا تريد أن تتحمل مسئولية نشر خبر إضراب عمالها المصريين عن العمل حفاظا على الود وصونا للعلاقات!! وتضييقا لشقة الخلاف!! وانصرافا إلى ما هو أجدى وأنفع من شئوننا الداخلية!!
إن المعركة التي تخوضها البلاد الآن وتتقدمها الصحافة والإذاعة ليست معركة أشخاص أو مجرد خوض في مهاترات كلامية كما يتصورها أولئك الذين يعيشون بيننا بأجسادهم فقط.. أما عقولهم وقلوبهم فإنها هناك.. هناك خارج الحدود..
نعم ليست معركة أشخاص أو مهاترات كلامية ولكنها معركة الحق ضد الباطل.. معركة الحق ضد الافتئات والتزوير.. معركة مبادئ وعقائد وأخلاق معركة يمليها الواجب الوطني لدحض الافتراءات وصد التدخل في شؤوننا الداخلية التي ينبغي أن نتولاها بأنفسنا ومن واقع حياتنا وتقاليدنا وعاداتنا لا أن نتلقاها دروسا من خارج بلادنا أو ندعو أساتذتها لتطبيقها في بلادنا.
كتبت إحدى الصحف في المنطقة الغربية مرة بحثا ووفته حقه فإذا بالبعض يتساءل لم هذا السكوت؟! وما هو السر؟! وهل من باعث؟!
فهل آثار هذا السكوت الآن، بل هذا الموقف بكل ملابساته في المنطقة الأخرى بأكثرها مثل ذلك التساؤل؟! أم أن الصحافة والصحفيين "خيار وفقوس" وقوم يسألون وآخرون لا يسألون عما يفعلون؟!
إننا لا نريد أن نستعدي على أحد ولكننا نريد أن نسجل للتاريخ فقط والله من وراء القصد.