أجل. مرحبا بشهر الخير.. شهر البر.. شهر الجود.. شهر التجرد لله والتقرب إليه بمختلف الوسائل..
نعم مرحبا بأيام رمضان ولياليه.. أيامه التي تروض فيها النفوس على الصوم عن محارم الله ومعاصيه، ولياليه التي تعود فيها القلوب على الاتجاه إلى الله وتسبيحه وتطهيرها من أدران الشهوات وأقذار الحياة.
مرحبا برمضان تدرب فيه الأيدى على العطاء والإقدام على سلوك سبل الخير وطرق أبواب البر.
مرحبا برمضان، مدرسة تعلم الصبر وتختبر فيها قوة الإرادة وتلقن فيها أبلغ دروس التواد والتعاطف.
مرحبا برمضان فيه ليلة خير من ألف شهر من نال خيرها نال الخير كله وإن حرم منها حرم الخير كله.
مرحبا برمضان وقد جاءنا على موعد شاقت النفس واشتاق القلب إلى روحانية فقدناها في غمرة الحياة ومتاعب العيش ولذاذة الدنيا الزائفة..
وبعد.. فإن رمضان ليس شهر الصيام عن الأكل والشرب ساعات مخصوصة فحسب ولكنه صيام أيضا للنفس عن الفحش والخنا.. صيام عن الأضرار والأذى.. صيام عن المكروه مهما قل شأنه.
فلنصم صياما يقربنا من الله ويباعد بيننا وبين الشيطان.
ولتكن كل لحظة من لحظات صيامنا عبرة وذكرى.
عبرة نتذوق بها طعم الجوع والظمأ والحرمان فنسارع إلى الجائع والظامئ والمحروم لنخفف عنه بعض ما يجد.
وذكرى.. نتذكر معها نعم الله الكثيرة التي نعيش فيها ونتفيأ ظلالها فنعمل جاهدين أن تعم هذه النعم كل أخوتنا في الدين واللغة.
فمرحبا بهذا الشهر الكريم..
وهنيئا لجميع المسلمين لصيامه وقيامه.