زوجتان وسبعة صبية لم تتجاوز سن أكبرهم السبع سنوات يعيشون بيننا - نعم بيننا وفي محلة الزاهر – عيشة تتفطر لها أقوى القلوب وترق لها أقسى النفوس.
فراشهم الأرض وغطاؤهم الشمس وغذاؤهم لا يسمن جوعا وربما لم يجدوه أحيانا ولباسهم أسمال بالية لا تقي الحر ولا البرد.
هذا هو الوصف المبسط لحال أسرة منكودة نكبت في عميدها لم أحاول أن أصورها على حقيقتها المؤلمة لئلا أجرح إحساس بعض أفرادها فربما قرأها أحد عليهم أو سمعوا بعض ما فيها.
ولعل أعجب ما في الأمر أن هذه الأسرة رغم الكرب الذي تعانيه والشدة التي تعيش فيها لا تحاول أن تسأل أحدا أو تمد يدها إلى أحد ولو باتت على الطوى أو أمضت ليلها في الظلام عندما تعز عليها قيمة السراج وقد كتبت عنها من قبل وأكتب عنها اليوم من وحي المشاهدة دون طلب أو إلحاح.
لقد نكبت هذه الأسرة بسجن عميدها منذ سنتين جزاء جرم اقترفه هو فحل بجارمه وبغيره العقاب، وقد فشلت كل المحاولات لفك أسره من السجن لأن إطلاقه رهن بأربعين ألف ريال يكاد يكون من المستحيل الحصول عليها وسيظل سجينا حتى يحكم الله في أمره وهو أحكم الحاكمين.
ولكن هذه الأسرة من المسئول عنها وقد حرمت رعاية راعيها رغم أنفه وأنفها؟!
أهي الدولة؟ أم الجيرة الأدنون؟ أم ذوو اليسار من سكان البلدة التي يعيشون فيها؟
إنهم في رأيي جميعا مسئولون ما لم يقم البعض بالواجب فيسقط عن الآخرين.
فإلى هذه الأسرة أرشد أولئك القائمين على توزيع حسنات جلالة الملك المعظم التي يغدقها على الفقراء من أفراد شعبه فليس أحق من هذه الأسرة بالإحسان.
وإليها أيضا أرشد مديرية الأوقاف العامة التي لا يخلو صندوقها من أموال البر والإحسان.
وإليها ثالثا أرشد المحسنين من المواطنين ليذهبوا بأنفسهم ويروا بأعينهم الحالة وإن شاءوا فليسمعوا القصة وأنا واثق أن ذلك كاف لاستفزاز شفقتهم واستثارة عطفهم.
والله الموفق وهو المكافئ والمثيب.