مدارس البنات عندنا تمر الآن بفترة عصيبة وفي أزمة رهيبة قد تؤدى إلى انهيارها في الوقت الذي أخذت الحكومة تشجعها وتنفق عليها عكس ما كان منتظراً.
قبل أن تفتتح الحكومة مدارسها للبنات كانت مدارس البنات تتزايد يوما بعد يوم وتتقدم يوما بعد يوم وظلت في تحسن مستمر ومنذ أن بدأت الرئاسة العامة لمدارس البنات بافتتاح مدارسها أخذت المدارس القديمة في التدهور والتراجع، ويكاد يتوقف نشاطها لأسباب:
1- وقف العون الذي كانت تمد بعضها به وزارة المعارف عندما كانت تابعة لها.
2- إصرار الرئاسة العامة على فصل البنين عن البنات في سن الطفولة وقد كان كثير من أولياء الطلبة يرسلون أبناءهم الصغار مع بناتهم تمهيدا لتدريبهم على دخول المدارس للبنين عندما يصبحون مقبولين هناك وقد اضطرت مدارس البنات إلى رفض البنين فاضطر بعض الأولياء إلى وقف إرسال بناتهم وتناقص عدد طالبات المدارس.
3- الرواتب التي تدفعها مدارس البنات الحكومية والأجازات والتسهيلات التي تتمتع بها مدرساتها سلبت المدارس الأهلية خيرة مدرساتها وأغرت الأخريات بطلب الزيادة مما أثقل كاهل هذه المدارس الأهلية!
وبعد.. فإن مدارس البنات عندنا تمثل صورة من مظاهر النهضة الشاملة في بلادنا وهي في حاجة إلى تشجيع ومساندة أكثر وأكثر. ومهما افتتحت الرئاسة العامة مدارس جديدة للبنات فلن تستطيع أن تسد حاجة البلاد نتيجة لهذا الإقبال الشديد على طلب العلم.
لذلك فإننا نؤثر أن تلجأ الرئاسة العامة لمدارس البنات إلى أسلوب التشجيع والمعاونة، فتمد المدارس القائمة الآن بالمساعدات المادية والتشجيعية، وكل ما من شأنه معاونتها على أداء رسالتها واقتصار افتتاح مدارس للبنات في المناطق التي ليس بها مدارس بنات.
إنني أتوجه بهذا الرجاء إلى العاهل العظيم فهو الذي تفضل فأتاح للبنت السعودية فرصة طلب العلم رسميا بعد أن كانت محرومة منه أمدا طويلا ثم إلى مجلس الوزراء الموقر للنظر في هذا الأمر الهام واتخاذ ما يضمن المصلحة العليا وإنقاذ مدارس البنات من وضعها الحالي ومصيرها المنتظر إن سار الحال على هذا المنوال والله الموفق.