الثلاثاء, 29 يناير 2013 19:50

إشراقة عام جديد

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

مع إشراقة صباح هذا اليوم تستقبل الندوة عاما جديدا هو العام الثالث أي أنها أمضت عامين كاملين وهي تشق طريقها الذي لم يكن مفروشا بالورود.

عامان امتزجت فيهما البسمات بالدموع والمتاعب بالمصاعب والشقاء بالعناء.

بسمات باعثها هذا الشعور الطيب الذي يغمرها به قراؤها وكتابها في كل محنة وخلال كل أزمة..

بسمات الناجح وهو يجني ثمرات نجاحه..

ودموع.. ولكنها ليست دموع التماسيح أو دموع الأطفال ولكنها دموع الأبطال.. دموع من الفرح أحيانا عندما نلتزم باب الله وحده ونلجأ إليه ونعتمد عليه فيمدها بعونه ثم بنصره وإحباط كيد الكائدين.

ودموع الرجل عندما يفجع في أعز من قال ليصوره مثال اليقظة ونزاهة الضمير فإذا به صورة مصغرة من البلاهة وأبعد الناس عن نزاهة الضمير.

دموع الرجل عندما يرى فئة من الناس تتعاون على زور وتتآزر على بهتان وتتظاهر على إلباس الحق بالباطل يظنون الله غافلا عما يعملون!!

والمتاعب في سبيل مجتمع أفضل والمصاعب التي تصادف سالك كل طريق وعر شائك.

والشقاء.. شقاء العاقل يشقي في النعيم بغفلة ويرى أحد الجهالة في الشقاء ينعم..

وأن عناء أن تفهم جاهلا فيحسب جهلا أنه منك أعلم

ونحن – وأعني أسرة الندوة بكامل أفرادها كتابا ومحررين ومندوبين ومراسلين – وقد اتحدت أهدافنا وتقاربت أخلاقنا وتجانست طبائعنا، نجد أنفسنا في مطلع هذا العام الثالث أقوى إيماناً بمبادئنا التي عاهدنا الله ألا نحيد عنها، وأشد عزيمة للمضي في تحقيق أهدافنا الشريفة التي من أجلها نذرنا أنفسنا في سبيل خدمة ديننا ومليكنا ووطننا مسترخصين الثمن، مستهينين بالأذى، مستعذبين المشقة لا يثنينا عن الحق مصلحة مضيعة، أو مضرة منتظرة، ثقة بالله وإيمانا بعدله، واستسلاما لقضائه، وأرسخ عقيدة في أن الزبد هو الذي يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس هو الذي يمكث في الأرض وأن من يسلك طريق الخير لا يمكن أن يؤدى به إلى مهاوي الشر، وأن زارع الشر لا يمكن أن يحصد منه خيرا مهما تظاهر على سقياه المبطلون.

وها نحن وقد خرجنا بعد عامين من العمل المتواصل والعرق والجهد الدائب وندخل اليوم في العام الثالث نشعر ببرد الرضا يثلج صدورنا ويبهج نفوسنا ويريجح ضميرنا، لا من أجل أننا بلغنا النهاية، أو وصلنا إلى الغاية أو أدينا الواجب كاملا ولكن من أجل شيء واحد.. هذا الشيء هو أننا استطعنا أن نثبت على مبادئنا فلم يزحزحنا عنها ترغيب ولا ترهيب ولا أذى ولم تعصف بنا أهواء ولا مصالح ولا أغراض.. وكفى بهذا باعثا على الرضا والارتياح.

خرجنا من عامين استطعنا فيهما أن نطهر قلوبنا من الغل وأن نباعد بين نفوسنا والحقد فلم نوقظ ومحنم ندعو لإصلاح فاسد أو تقويم معوج أن نسيء إلى فلان أو ننزل الأذى بفلان أو نضر مصحلة فلان، فذلك في رأينا أهون شأنا وأتفه قدرا وأحقر وزنا إزاء تحقيق رسالة الصحافة النزيهة الهادفة البناءة التي لخصناها في عبارتنا الصغيرة مبنى، الكبيرة معنى:

"كفاح مشروع من أجل خير المجموع".

وبعد..

فإننا لا ندعي العصمة من الخطأ، أو الصواب المطرد في الرأي، ولا الكمال في الأداء، ولكن الذي ندعيه ونعتز به ونستشفع به لقبول عذرنا في الخطأ والعفو في القصور: هو: شرف القصد ونبل الغاية وصدق الأداء..

وكفى بذلك شفيعا عند خيار الناس. والله أكبر ولله الحمد.

معلومات أضافية

  • العــدد: 601
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر: 16/7/1380ﻫ
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي