ما هو الوطن؟! هل هو مسقط الرأس ولو انقطعت صلة الإنسان به لأي سبب من الأسباب؟ أم هو البلد الذي يعيش فيه الإنسان حاضره ويرتبط به مستقبله؟!

طالما تردد هذا السؤال في نفسي فلم أستطع الرد عليه ردا أعتبره فصل الخطاب.

فمرة يكون الرد: هو مسقط الرأس والمنشأ ومرة يكون الرد موطن العيش الذي يرتبط به الحاضر والمستقبل حتى ولو كان مهاجرا من المهاجرين فقد يولد الإنسان في بلد وينشأ فيه ثم يهجره لضنك في العيش أو ضيق في الرزق ثم يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ويرتبط حاضره ومستقبله في هذا البلد فهو إذن وطنه الحق.

ويلح على سؤال آخر أيكون للإنسان وطنان مسقط رأسه ومنشؤه. ثم مهاجره ويجب عليه حب كلا الوطنين والإخلاص لهما والتضحية في سبيلهما أم يعتبر الوطن الأول لغوا ويدين المرء للوطن الثاني بالحب والوفاء والإخلاص والتفاني؟

فإذا قلنا بالرأي الأول فهي تبعات ومسئوليات نعتقد أنها أكبر من طاقة الإنسان.

وإن قلنا بالرأي الثانى فالمشاهد من أحوال البشر يخالفه فأكثر المهاجرين من بلد إلى آخر يدينون بقول الشاعر العربي:

وحبب أركان الرجال اليهمو ما رب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمو عهود الصبا فيها فحنوا لذالكا

فما رأى القراء؟ ولماذا؟