هل من الوطنية تحكيم العاطفة في مصالح الوطن العليا أو تحكيم العقل؟!
كلنا نحب وطننا وكلنا نعمل لخيره وخير أبنائه ولكن الحكم على الأشخاص من الزاوية العاطفية خطأ ضرره أكثر من نفعه..
والقرار الحكيم الذى أصدره صاحب السمو الملكي رئيس مجلس الوزراء بمعاملة رعايا حكومة اليمن أسوة بمعاملة رعايا الدول الشقيقة الأخرى إنما هو تنظيم إقامتهم وعملهم على أسس جديدة غير التي كانوا يعاملون بها لا ترحيلهم خلال خمسة عشر يوما كإخطار مصلحة العمل والعمال.
ليس تحت يدي إحصاء لليمنيين العاملين بالمملكة ولكني أستطيع أن أقول أنهم يزيدون على مائة ألف تقريبا فكيف يمكن عمليا إنهاء خدمات هذا العدد وترحيلهم من البلاد على اتساعها خلال هذه المدة القصيرة وما هى وسائل النقل؟ ومن سيحل محلهم وما هي المشاكل التي ستحدث من اتخاذ هذا الإجراء السريع.
زادت مرة هجرة بعض الأوربيين إلى أمريكا للعمل وازدحمت بهم نيويورك ونجمت عن ذلك مشاكل وحوادث أخلاقية.
فتصايح العاطفيون أن أخرجوا هؤلاء فقد زاحمونا وضايقونا وتأثر المسئولون بهذا الكلام فصدرت الأوامر بترحيلهم.
وكاد أن ينفذ الطلب، ولكن العقلاء ممن يدركون الأمور على حقائقها تصايحوا إذا سافر هؤلاء فمن سيكنس الشوارع؟! ومن يغسل الأطباق؟! إذ أنه لا يوجد في نيويورك من الأمريكيين من يقوم بهذا العمل.
وقامت بلدية نيويورك تطالب بإلغاء القرار.. وألغي القرار عندما أدرك النيويوركيون أن من المصلحة العامة – لا الخاصة – إلغاءه.
إن إصدار مثل هذا البيان الذي أصدرته مصلحة العمل ينبغي أن تسبقه دراسات عملية وإحصائيات دقيقة وخطوات منظمة وقد نشأ عن إصداره على هذه الصورة قلق في محيط الأعمال وبلبلة في أذهان أصحابها وحيرة في تنفيذه والذي نقترحه على مصلحة العمل والعمال لإنهاء هذا القلق سرعة إصدار بيان آخر لتأجيل تنفيذ هذا البيان إلى أجل غير مسمى ريثما تنتهي المصلحة من دراسة الموضوع وكيفية تنفيذه والخطوات التي تسبق التنفيذ.