التصريحات الهامة التي أفضى بها سمو الأمير فيصل ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء لهذه الصحيفة وتناقلتها الصحف والإذاعات لم تكن مجرد تصريحات ولكنها وضع نقط على الحروف. فقد اخترت أسئلتي مما يدور على ألسنة الشعب فكان رد سموه رد الخبير الواعي.
لقد كان تعليله للركود الموهوم تعليلا منطقيا معقولا فليس بعد الاندفاع إلى الربح الخيالي والتوسع في فتح الفروع وزيادة المصروفات، والتوسع في الاستيراد دون دراسة مسبقة وتحديد لحاجة السوق إلا الشعور بالركود وإن لم يكن هناك ركود فعلي ولكنه رد فعل طبيعي لمثل تلك التصرفات.
وكان رده على أولئك المتقاعسين عن رد الجميل لبلادهم التي ملأوا جيوبهم بخيراتها وأثروا من ثمراتها متعللين بعدم الحماية ردا مفحما فليس من العدل أن نحمي رأس المال لنزيده تضخما على حساب عدم حماية المستهلك فإذا أراد طالب الحماية من المزاحمة الخارجية أن تضمن له الحكومة ذلك فإن عليه أولا أن يضمن كفاية السوق الداخلية وبالثمن المعقول فالحماية يجب أن تكون للجميع.
وفي نهاية الحديث بشرتان عظيمتان أولاهما تأميم ميناء جدة وانتقال إدارته للحكومة وهي أمنية كثير من التجار الذين كانوا يتطلعون إليها بين حين وآخر.
والثانية عدم الاستمرار في تلك الاتفاقيات التجارية التي كانت تربطنا ببعض الدول الشقيقة وكانت لصالح جانب واحد فقط وفي حالة الرغبة في إيجاد اتفاقيات ثنائية فلابد وأن تهدف إلى تأمين مصلحة الطرفين والمصلحة العربية العليا.
هذا ما عن لي أن أعلق به على هذا الحديث الهام وإن كانت لا تزال هناك جوانب أخرى تستحق التعليق أرجو أن أعود إليها مرة أخرى.