أكتب هذا وبين يدي رسالة – بل مأساة – جاءتني في زحمة العيد فلم أستطع التعليق عليها في حينه رغم أن مرسلها أرادني أن أعلق عليها في ذلك الوقت بالذات لأنها مأساة إنسانية كانت فرصة العيد خير فرصة لبسطها تحت أنظار المسئولين عنها لعلهم يعجلون بمواساة صاحبها.
يقول صاحب الرسالة "أبو عدنان" ما معناه «لقد كتبتم عن مأساتي من السابق ونشرتم رد مصلحة العمل والعمال عليها بالعدد 305 من هذه الجريدة بأني سأنقل إلى دائرة حكومية أخرى. وحتى الآن وقد مضى على قضيتي ثلاث سنوات وعلى الرغم من محاكمتي وتبرئة ديوان المظالم لي بقراره الذي رفع إلى مجلس الوزراء برقم 255 وتاريخ 15-4-1378 ولم أطلب سوى تطبيق النظام بصرف رواتبي وإرجاعي إلى عملي بحكم براءتي مما نسب إلي.
ماذا أعمل والأبواب مغلقة أمامي؟! إذا أردت الالتحاق في أي عمل سألوني عن شهادة استند إليها؟!
إننى أعول والدة مشلولة وزوجة على وشك الولادة وبقية من أطفال ونساء يبلغ عددهم ثمانية، فماذا أعمل كي أضمن لقمة العيش؟! ثلاث سنوات أعيشها هكذا هائما دون ذنب فكيف لو كنت مذنبا حقا؟! أليس المذنب في هذه الحالة أحسن حالا من البريء؟! لو أنني كنت مذنبا لذهبت في حالي وبحثت لي عن أي عمل أضمن فيه لقمة العيش لمن أعول أما أن أعيش بعد البراءة كل هذه السنين لا أجد ما أنفق فإنه أمر لا يرضاه من حمله الله مسئولية رعايتنا».
هذه خلاصة الرسالة المحزنة التي تصور مأساة موظف اتهم ولم يحكم عليه.. ومع ذلك ظل ثلاث سنوات بدون مورد يعيش منه لا أملك إلا أن أضعها تحت أنظار صاحب السمو الملكي الأمير فيصل رئيس مجلس الوزراء فهو القادر - بعد الله - على تحويل حياة هذه الأسرة من بؤس إلى نعيم ومن شقاء إلى سعادة فقد طال عليها أمد الحرمان وأسأل الله لسموه التوفيق.