الثلاثاء, 29 يناير 2013 18:17

مؤسسة سعودية.. توزع إعلاناتنا على الصحف الخارجية!!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

قال صاحبي: لماذا مررتم بكلمة الأخ الصديق عن المؤسسة القائمة بجدة لإمداد الصحف الخارجية بالإعلانات وحجبها عن الصحف السعودية مر الكرام ولم تعلق ولا صحيفة واحدة عليها مع أن المسألة من الأهمية بمكان بالنسبة لكم وقد كان المفروض أن تنبروا جميعا لحمايتكم من هذا النوع من المؤسسات التي تقوم على محاربة المواطنين..

إنكم تنادون بمحاربة العامل الأجنبي وتقيمون الدنيا وتقعدونها مع أن المسألة أعقد من أن تحل بمقالة عاطفية أو رأى مرتجل وتسكتون عن مثل هذه المؤسسات التي تقوم في بلدكم باسم سعوديين في حين أنها تعمل لصالح الأجانب، إما باسم الشركة وإما باسم الجباية فتنقل ثروة البلاد إلى الخارج دون أي عائق مع أن مجموع ما سيدخره ألف عامل فني تحتاجه البلاد ويخرجون به إلى بلادهم لا يبلغ مثل ما سيخرجه محل واحد من هذه المحلات المنتشرة التي يملكها أجانب أو يساهم فيها ويسيطر عليها أو يعمل بها سعودي كمحصل لمؤسسة أجنبية يخدم مصالحها هنا ثم يقدم لها ثروة البلاد في طبق من ذهب دون أن يكون هناك أية رقابة على تصدير هذه الثروة.

إن من عجيب أمركم أنكم تتصايحون بين حين وآخر تنعون على السعوديين الذين يستخدمون الأجانب ثم تغمضون أعينكم عن المؤسسات الكبرى ويحلو لكم أن تسمونها "استثمار أموال" مع أنها من الأعمال التجارية المعتادة التي يزاولها أبسط السعوديين.

كما تغمضون أعينكم عن مثل هذه المؤسسة التي أشار إليها الأخ الصديق دون أن تنبسوا ببنت شفة مع أنها مؤسسة قامت على حربكم من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنها تساعد على إخراج ثروة البلاد دون أي فائدة تعود إليها بل أستطيع أن أقول أكثر من هذا فإنها تنتزع القرش من الجيب السعودي لتضعه في جيب غيره دون مبرر سوى المصلحة الشخصية فإني كقارئ أستطيع أن أجزم وأنا أتردد على المكتبات صباح مساء أن أية مجلة أو جريدة أجنبية لم يبلغ توزيعها أكثر من أية جريدة سعودية بل وأجزم أن أكثر قراء تلك الصحف والمجلات من غير السعوديين وليست لديهم القدرة الشرائية الموجودة عند السعوديين الذين يقرأون الصحف السعودية ولا يزيد عددهم من قراء الصحف الأخرى عن 25% بالنسبة لقراء تلك الصحف، وكل ما يقال غير ذلك لأصحاب الإعلانات لإغرائهم بنقل إعلاناتهم إلى الخارج إنما هو مجرد تضليل وتهريج تحارب به الصحف السعودية في عقر دارها.

فهلا طالبتم وزارة التجارة والغرف التجارية ومديرية الصحافة لحمايتكم وحماية ثروة البلاد وإنقاذ الصحافة السعودية من النتيجة المحتومة لفتح هذه المؤسسات؟!

وهل كان الغرض من إيجاد سجل تجاري وغرف تجارية هو قبض الرسوم المقررة والإذن لمن هب ودب بالتجارة وتأسيس المؤسسات والتحايل على الأنظمة المحلية بشتى الطرق؟!

ألم تكن أنت منذ أكثر من خمسة عشر عاماً وكيلا لكثير من الصحف والمجلات فلماذا لم تعمل على إمدادها بالإعلانات؟!

ثم سكت صاحبي ينتظر الرد فلم أجد ما أرد به إذ أن كل ما قال هو الحق الذي لا يقبل الجدال إلا سؤالا واحدا اعتقد أنه أو غيره لا يعرفون شيئا عنه؟! فقلت:

أن داراً كبرى من دار الصحف الخارجية تعاقدت معي منذ أربع سنوات على أن أتولى إمدادها بالإعلانات ولكن وطنيتي التي تفرض على الحرص على مصالح وطني وأبنائه اضطرتني أن أهمل العقد فأرسلت تلك الدار مندوبا يقيم عندى ليحصل لها على الإعلانات ويتخذ من مكتبي مقرا له وطلب مني أن أسعى لأحصل له على إقامة فلم أفعل وتغاضيت حتى انتهت مدة زيارته واضطر للسفر قبل أن يتمكن من الحصول إلا على بسيط من الإعلانات فأسروها في أنفسهم ثم وجدوا من رضي بأن يؤدى لهم هذا العمل.

قال: فماذا أنتم فاعلون الآن؟

قلت: لا أملك إلا أن أضع كلامك تحت أنظار وزارة التجارة والغرف التجارية والمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر وإخواني أصحاب ورؤساء تحرير الصحف السعودية لعل هؤلاء جميعا يجدون حلا لهذه المشكلة والله المستعان.

معلومات أضافية

  • العــدد: 366
  • الزاوية: صباح الخير
  • تاريخ النشر: 12/10/1379ﻫ
  • الصحيفة: الندوة
الذهاب للأعلي