الأحد, 13 نوفمبر 2011 17:19

شئون.. وشجون!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

هذا المنظر البائس الذي يتراءى لكل طائف بالبيت الحرام وخاصة في شهر رمضان.. هذا المنظر لا أكاد أجد له مثيلاً في أي مسجد آخر من مساجد الأرض التي لا ترقي إلي قداسة هذا المسجد ولا حرمته ولا مكانته في قلب كل مسلم.

أما المنظر فهو منظر ذوي العاهات- عافاهم الله – وهم ينتشرون في أرجاء المطاف يدورون حول الكعبة بقصد استدرار الإحسان والتماس الشفقة يتعثر فيهم بعض الطائفيين وينشغل بالتصدق عليهم البعض الآخر.

والذين يرون هذا المشهد عندنا لا يصدقون أن في البلاد شيئا أسمه الضمان الاجتماعي تصرف عليه الدولة ملايين الريالات ثم لا يقوم هذا الضمان بكفالة بضعة عشر كسيحاً أو مريضاً أو مشلولاً.

ونحن لا نطالب منع التسول فحسب لأن الفقر والعجز ليسا من العيوب ولكن ذلك من الأمراض الاجتماعية التي بفرض علينا الإسلام التكفل بمعالجتها وقد تكفلت الحكومة بذلك بتأسيس مصلحة الضمان الاجتماعي وكفلت فعلاً آلاف الفقراء وآلاف العاجزين ولم يعد مقبولاً أن يبقي مثل هذا الوضع داخل أقدس مكان على وجه الأرض.

أجل إننا لا نطالب بمنع التسول فسحب بل أطلب بأن يشمل الضمان الاجتماعي هؤلاء المتسولين من العاجزين عن الكسب ويهيئ لهم عيشاً كريماً.

والذين تستولي عليهم العاطفة الإنسانية ويتحرجون من منع هذا الأسلوب في التسول أسلوب إظهار العاهة والدوران حول الكعبة في صورة مأساة متحركة هؤلاء المتحرجون يغفلون عن أن من أبسط قواعد الإنسانية أن نكرم هؤلاء ونصونهم عن هذا الأسلوب المزري فنؤمن لهم معيشتهم ولو بالتكافل بيننا.. فكيف وقد استعدت لهم الدولة بذلك وهم عن ذلك معرضون.

أما الإسلام فإنه ينهي القادر عن التسول ويلزم الدولة القادرة بكفالة العاجزين وذوي العاهات ويكلف المجتمع بتحمل مسئوليتهم إذا لم تقدر الدولة على تلك الكفالة.

أما والدولة قادرة وباذلة ومنفقة بالفعل فإنه لم يعد من الجائز ترك هؤلاء يضايقون بعض الطائفيين ويشغلون بعضهم ويسيئون إلي سمعه البلد وحكومته فلن يصدق أحد وهو يري هذه المواكب من المرضي والعاجزين تملأ أرجاء المطاف لن يصدق أن في البلد ضماناً اجتماعياً وإسلامياً بينما هو داخل المسجد الحرام وتحريمه تحريما قاطعا فقد أمرنا الله بتطهير هذا البيت للطائفيين والعاكفين والركع السجود وليس من هؤلاء الطائفين للتسول واستدرار الإحسان وفي أبواب المسجد على كثرتها مجال واسع لتنظيم صفوفهم عليها وتوزيعها عليها بالقسطاس المستقيم فقد قدر لي أن زرت عدداً من المساجد في عدد من البلدان الإسلامية وغير الإسلامية.. فلم أر المتسولين وطالبي الإحسان إلا على الأبواب فقط.. فهل تخطو مصلحة الضمان الاجتماعي هذه الخطوة في سيبل الله وصيانة لحرمة هذا البيت.. أرجو.. أرجو..

بابا وماما

الخطوة التي خطاها برنامج (تحية وسلام) الإذاعي التي أوصل بها طلابنا في الخارج بذويهم هنا هاتفياً أيام العيد كانت خطوة موفقة، واسترعي البرنامج اهتمام الكثيرين وعنايتهم وقد كنت واحداً من أولئك الذين كانوا يطربون لسماعه رغم إني ليس لي أحد من قريب أو بعيد يدرس في الخارج ولكني كنت أتأثر بمشاعر الآباء والأمهات والأخوات نحو طلابنا المغتربين في سبيل العلم وأحس بمدي البهجة التي تسيطر على المحادثة الهاتفية واغتبط لأحاسيس السرور التي أتخيلها تخيم على المتحدثين هنا وهناك.

غير أن أمراً واحد يكاد يفسد على تلك اللحظات السعيدة التي كنت اقضيها مع البرنامج ذلك الأمر هو الحزلقه أو التقعر الذي يندفع إليه بعض الطلاب الكبار هناك وبعض ذويهم المقلدين هنا فأشعر وكأن أذني تكاد تصطك عندما يسأل الطالب الكبير بصوته الضخم عن (بابا أو ماما) أو ينادي احدهما بهذا النداء الطفولي أو تتحذلق أحداهن من هنا فتقول: خذ كلم بابا وماما وكأننا لم ننشأ على كلمتي أبي وأمي أو كأنهما اعجبتان أو ملحونتان وأن (بابا أو ماما) التي تركنها منذ عمر الطفولة هي الأصح والأفضل مع أن العكس الصحيح.

إن الناس يتركون عاداتهم وأساليب عيشهم وتقاليدهم إلي الأفضل والأحسن فما بالنا نحن نتركها إلا الأدنى والأسوأ.. فنستبدل (أبي وأمي) بـ "بابا وماما"؟؟

تحفيظ القرآن

فكرة نشر حفظ القرآن بمساجد مكة التي تبنتها جماعة مكونة من كرام المواطنين بدعوة وتشجيع من أحد إخواننا مسلمي الهند الذي ساهم بالمال والعمل فكرة جديرة بالمؤازرة من جميع المواطنين.

والفكرة كما فهمتها من الدكتور غلام مصطفي أحد أعضاء الجماعة العاملين تتلخص في تعيين مدرس من حفاظ القرآن الموجودين في كل مسجد يعمل على تحفيظ أبناء المنطقة المحيطة بالمسجد القرآن الكريم خلال أربع ساعات يومياً تبدأ من العاشرة عصراً وتنتهي بالثانية ليلاً مع تقديم مكافآت تشجيعية للحفاظ المتفوقين باستمرار.

أما تغطية ميزانية هذه العملية فإنها موزعة بين صاحب الفكرة والجماعة وسكان حول المسجد أثلاثاً، فصاحب الفكرة والجماعة التي تتكون وارداتها من تبرعات المحسنين ومساهمة رابطة العالم الإسلامي يغطون ثلثي الميزانية والثلث الثالث يجمع من المصلين بالمسجد وهو مبلغ يسير جداً يتراوح بين الثمانمائة والتسعمائة الريال سنوياً.

وقد شهدت في مسجد من مساجد الزاهر طريقة جمع تبرعات المصلين واستمعت إلي قراءات الطلاب الصغار الذين استطاعوا أن يحفظوا نصف القرآن وربعه وثلثه بترتيل وتجويد يثيران الإعجاب، كما شهدت تسابق المصلين رغم فقرهم-للتبرع حتى غطي المطلوب وفاض فلم تقبل الجماعة غير الثلث المطلوب فقط.

وقد خرجت من المسجد الصغير المتواضع وأنا أتمني من كل قلبي أن تعم الفكرة مساجد مكة بل مساجد المملكة كلها فمن هذه البطاح خرج القرآن وينبغي أن تظل دائماً مصدر الإشعاع.. وأسال الله أن يجزي صاحب الفكرة وجميع القائمين عليها أفضل الجزاء وأن يوفقهم إلي مزيد من العمل لتعميمها وأن يوفق المواطنين ممن أنعم الله عليهم للأخذ بيد هذه الجماعة ومؤازرتها بما يدفعها.

قال لي أحد مرضى (البوال السكري) أن أقراص (السكرين) التي يشتريها من الصيدليات عبوة 500 قرص بسته عشر قرشاً دارجاً قد انمسخت إلي عبوة 300 قرص فقط وأصبحت بسعر 30 قرشاً وهو يتساءل عن السبب في هذا الارتفاع الفاحش.

وأنا أضع هذه الملاحظة تحت نظر مديرية الشئون الصحية بمكة لعل لديها تعليلا لذلك يقنع هذا المريض وأمثاله ممن تأثروا لهذا الارتفاع.

معلومات أضافية

  • العــدد: 2
  • الزاوية: شئون وشجون
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ
الذهاب للأعلي