بيوت الله - المساجد - عندنا في حاجة إلي عناية خاصة فلا نظافة ولا فرش ولا ماء منظم ولا خدم مختصون ولا أئمة متفرغون..
لم يعجبني مسجد - باستثناء المسجدين: الحرام والنبوي - سوي مسجد المطار بجدة فهو مسجد يمكن أن نطلق عليه اسم مسجد رغم انه لم يبلغ درجة أبسط مسجد من المساجد في البلاد العربية الأخرى.
لقد قدر لي أن أصلي في عدد كبير من المساجد في مصر وسوريا والعراق ولبنان - نعم لبنان الذي تغلب عليه المسيحية - فلم أجد بها مسجداً واحداً يشبه هذه المساجد الموجودة عندنا في الأهمال وعدم النظافة..
صحيح أن جلالة الملك المعظم انفق كثيراً وكثيراً جداً على عمارة المساجد وتعميمها في كل قرية وحارة وقد جاءت عمارتها جميلة وعلى أحسن طراز ما كان ينقصها سوى الرعاية المستمرة لشئونها فالأئمة لا يهمهم شئ سوي أن يحضر من وظيفته الأخري ليصلي بالناس ثم يخرج والحصير ممزق والحنابل مشحونة بالأتربة وأقدام الحفاة من المصلين تبصم بصماتها على البلاط.
إن المساجد عندنا في حاجة إلي إدارة خاصة تشرف عليها ومفتشون دائمون يراقبونها وموظفون ثابتون للعمل على نظافتها ومنع ملوثي الأقدام من الدخول إليها إلا بعد غسل أقدامهم، وموازنة لفرشها.
فاهتموا أيها المسئولين عن المساجد بإصلاح حالتها لتحببوها إلي الناس فيحرصوا على أداء صلاة الجماعة فيها بدلا من أن يؤدوها فرادي في دكاكينهم ومحلات أعمالهم.