القائمون على برامج الإذاعة السعودية إخوان لنا تربطنا بهم جميعاً روابط الزمالة - فالصحافة والإذاعة صنوان - وتشدنا إلى بعضهم أواصر الصداقة والإخاء ومن حق هؤلاء الإخوة علينا أن نصارحهم بما نحس به نحو البرامج التي يقدمونها ومن حقنا عليهم أن نصارحهم بما نحس به نحو البرامج التي يقدمونها ومن حقنا عليهم أن يفسحوا صدورهم لما نقول، فكلنا بشر تخضع أعمالنا للخطأ والصواب والاستحسان والاستهجان.
ليس من شك أن في برامج الإذاعة الحالية طرافة وتنويع وتجديد وما يؤديه القانون على إعداد هذه البرامج مشكور مقدور ولكن هناك هنات بسيطة يجب أن نشير إليها كلما سنحت فرصة.
وأولى تلك الهنات هذا التوقيت العالمي الذي نعتقد أنه غير معروف ولا عند مستمع من مستمعي هذه المحطة في الداخل أو في الخارج باستثناء دار الإذاعة نفسها..
هذا التوقيت قد أضاع عليَّ وعلى كثيرين مثلي ممن يريدون الاستماع إلى إذاعتنا، وليس معقولاً أن يتخذ كل مستمع ساعة خاصة بالتوقيت العالمي ليعرف مواعيد هذه الإذاعة وليس هناك فرق ثابت يمكن أن يضيفه الإنسان أو يحذفه من التوقيت المعروف الذي نسير عليه.
صحيح أن هذا التوقيت العالمي جاء ضابطاً لمواعيد الإذاعة السعودية مع الإذاعات الأخرى ولكنه لم يكن ولن يكون في صالح المستمع، والحل الوحيد لهذه المشكلة أن يكون هذا التوقيت العالمي داخلياً بالنسبة للمحطة وموظفيها ومنظمة الإذاعة العالمية.
أما بالنسبة للمستمعين فانه لابد من أن يكون نشر البرامج وإذاعتها بالتوقيت المحلي.
هذه واحدة.
أما الثانية فهي هذه الأناشيد الهزيلة وهؤلاء المنشدون الذين يخرجون أصواتهم من أنوفهم - باستثناء بعض الأناشيد وبعض المنشدين -.
إن في الشعر العربي القديم والجديد ما يغني عن هذه الاشعار التي ينشدها هؤلاء المنشدون مثل" شجرة السيسبانة" و "يا فاغية يا جميلة" إلخ هذه السلسلة من هزيل الكلام.
وفي المملكة منشدون - وإن قلوا - في وسع الإذاعة أن تستفيد منهم وتقتصر عليهم وتشجعهم ليبدعوا ويتفننوا وليس عيبا أن تتعاقد الإذاعة مع بعض المشاهير الفنانين العرب المعروفين على تلحين وإنشاد وتسجيل بعض الأناشيد التي تتفق مع تقاليد بلادنا.
ولا بأس من أن تقدم الإذاعة هؤلاء المنشدين الحاليين كهواة في برنامج خاص لا هكذا "خبط الرق" مؤلفين وملحنين ومنشدين دفعة واحدة. إن حرصنا على تقدم إذاعتنا واضطراد نجاحها هو الذي دفعنا إلي هذه الصراحة التي نرجو أن يعتبرها إخواننا في الإذاعة كلمة مخلصة. والله من وراء القصد.