أنني لسعيد جدا أن يتيح لي برنامج (من غير عنوان) فرصة جميلة عزيزة علي، هي أن أسمعك صوتي عبر الأثير، كما سمعته من قبل على صفحات (حراء)، لن أحدثك عن برنامج (من غير عنوان)، هذا البرنامج الأدبي الرائع الذي ستسمعه الآن، والذي أعرف جيداً أنه يحوز كثيراً على تقديرك وإعجابك، ولكن دعني أحدثك عن مهنة المتاعب والصعاب مهنة الطريق المحفوف بالأشواك التي تدمي، مهنة الضمير الذي لا يكف عن الحساب، وحساب الضمير، عسير، وعسير جداً..

إنها مهنة الصحافة، من أسمي المهن لمن آمن بها، لمن آمن ببلاده، وأبنائها، وحقهم في حياة كريمة فاضلة إنها رسالة سامية، لا وسيلة للإثراء، والارتزاق الواسع، كما يتصور البعض، إنها تضحية، وصبر، وجلد، وإيمان، هذا هو ما يجب أن يفهمه الناس عن الصحافة، وما يجب أن يفهمه كل مشتغل بالصحافة..

والصحافة كفكرة إحدى المكاسب التي حققتها البشرية في صراعها من أجل الحياة، لأنها تهدف أساساً التعبير الصادق عن أماني الناس، وآلامهم، وتضئ أمامهم الطريق نحو الخير والمعرفة.

هذه هي الصحافة الحرة النظيفة الهادفة، والتي تستمد حياتها واستمرارها، من ثقة الجماهير، وإيمانها بهم..

هذه هي الصحافة الحرة النظيفة الهادفة، وغيرها تهريج، لن يستمر، لأن الزبد يذهب جفاء، وما ينفع الناس يبقي إلي الأبد، ولن يفنى، مهما اشتدت الأعاصير!!