الإسلام دين النظافة، والنظافة من الأيمان، والإنسان الذي لا يهتم بنظافة جسمه وملابسه لا يقتصر أذاه على نفسه، بل يتعداه إلي الآخرين ولحظات الصلاة التي يقف فيها العبد بين يدي ربه أجدر اللحظات بالنظافة والإسلام نص على أن يكون للعامل ثوب لعمله وثوب لصلاته وذلك حرصاً على نظافة المصلي.
وكثير من الناس الآن لا يهتمون بالنظافة عندما يذهبون إلي المساجد وقد يكون ذلك لفقرهم إلا أن الفقر في رأيي لا يمنع من النظافة فالفقير الذي يدعى إلي وليمة من ولائم البشر لا يذهبها إلا وقد لبس أنظف ثيابه.
كما أن العمال الذين يعملون في مختلف الأعمال لن يعجزوا عن تخصيص ملابس يرتدونها بعد انتهاء العمل كما يفعل البعض لا أن يظلوا ليلاً ونهاراً بهذه الملابس المهلهلة القذرة ويدأبون في جمع الريالات وتحويلها إلي جنيهات.
إن هؤلاء العمال قذي في عيون الناس بالسوق وأذى عندما يزاحمون المصلين بالمساجد.
فما أحوجنا إلي حملة شديدة للدعوة إلي النظافة حملة يشترك فيها أئمة المساجد في خطبهم والوعاظ في وعظهم، والهيئات الآمرة بالمعروف فيما توجهه من نصح وإرشاد، ووزارة الصحة فيما تصدر من تحذيرات وتنبيهات عن نتائج الوساخة والقذارة، ومصلحة العمل والعمال من إبلاغ جميع المقاولين وأصحاب المشروعات الكبيرة التي تشغل العمال من إلزام عمالهم بملابس للعمل وملابس خارج العمل كما يفعل بعضهم الآن ورفت المخالف.
بهذا نستطيع أن نقلل عدد الذين يجوبون شوارع البلدة بأثوابهم المهلهلة وملابسهم القذرة وليس بينهم وبين المتسولين أي فرق مع أن أحزمتهم لا تخلو من الذهب أو الفضة حتى ليظنهم الأجنبي شحاذون فتهوله هذه الكثرة ويأخذ عن البلد أسوأ فكرة.
إنهم والله في نعمة من الله ولكنهم لا يحبون أن يتحدثوا عن نعمة الله عليهم أو تظهر آثارها عليهم فلنجبرهم على ذلك فإن الله يحب أن يرى آثار نعمته على عبده؟